الفنان أحمد سلمى

شخصيات ناجحة

وقت القراءة.: 7 دقائق

وُلد أحمد في دمشق عاصمة سوريا عام 1975، وهو من أصول فلسطينية، حيث بدأ دراسته في تصميم الأزياء عام 1996 مما ساعده لاحقاً بتطوير مهاراته الفنيّة.

لمحة عن أحمد سلمى

بدأ في عام 2000 بمجال يختلف عن مجال دراسته، حيث كان عمله متعلقاً بتجارة التٌّحف الفنية أو ما يُسمى بـ "الشرقيات"، ومن خلال عمله طِيلة هذه الفترة والتي استمرت عشرة سنوات طوَّر نفسه ذاتياً بمجال الفن المتعلّق بالخط العربي بشكل أساسي وبالرَّسم الزَّيتي ضمن دائرة ضيقة على حد تعبيره.

إنَّ حبّ الناس وخصوصاً السيّاح لعمل أحمد، زاد من الحافز لديه للاستمرار وتطوير مهاراته في فنّ الخط العربي. إلا أنَّه لايعتبر نفسه خطاطاً، وإنما رسام بأسلوب مختلف. فقد سعى دوماً لتطوير أسلوبٍ جديدٍ ذو طابع يختلف بشكل كامل عن فن الخط العربي الَّتقليدي الذي نعرفه، ولكنه يتَّصل به نوعاً ما. حيث ركز على إيصال معنى مبسّط وسلس دون التطرق إلى تعدد الألوان أو الأشكال في اللوحة الواحدة، ففي أغلب لوحاته يُلاحظ بشكل واضح وجود لونين أو ثلاثة ألوان على الأكثر، إضافة لشكلٍ واحد يحوي عدة تصاميم مرتبطة بالتصميم الإجمالي بحد ذاته.

هل يستطيع الغرب فهم الكلمات المكتوبة باللغة العربية؟

عندما نتحدث عن معاني الكلمة في اللغة العربية فلا يستطيع الغرب فهمها، ولكن الخط العربي ليس مجرد حروف وكلمات، وإنما هو فنّ يعبّر عن الكثير من المعاني من خلال أشكال حروفه، مما يدفع العديد من غير الناطقين باللغة العربية في بعض الأحيان للاستفسار عن معنى الكلمة، وذلك يشبه تماماً من حيث المبدأ الخطوط الصينية القديمة والتي تُعتبر بحد ذاتها أشكالاً فنّية بصرية مميزة بسبب إختلاف حروفها كُليَّاً عن اللغات الأخرى

كيف تقوم بالبدء بالعمل أو كيف تبدأ تصميماً معيناً؟

أولاً أقوم برسم تصميم مبسّط "سكيتش" على الورق بقلم الرَّصاص، ومن ثم أقوم بتطويره إلى أن أصل للشكل النهائي، فمن خلال الفكرة الأولية تظهر عدة أخطاء، وأعمل على تحسينها و تبديلها بأفكارٍ أفضل، فمن خلال الأخطاء يتم تطوير أي فكرة !

حياة جديدة … في بلد آخر

انتقل أحمد إلى ألمانيا في نهاية 2011، ولم تكن الأمور بالسهلة في بادئ الأمر بحسب تعبيره، حيث كان موضوع الاستقرار و "البيروقراطية" من أصعب المشكلات التي واجهته، ولكنه كان متفهّماً بشكل كامل أن الإجراءات في ألمانيا يجب أن تأخذ مجراها الطبيعي، وخصوصاً بسبب التغييرات التي حصلت بشكل مفاجىء في ألمانيا.

ولكن لحُسن حظ أحمد أنه في أول أسبوعين من إقامته في ألمانيا بدأ بالعمل في مجاله وتمَّ تزويده بالمعدَّات اللازمة، مما أعطاه دفعة أمل وحافزاً للاستمرار في مجاله الفنّي.

لم يعاني أحمد من الصَّدمة الثقافية "Culture Shock" التي يعاني منها الإنسان عادة عند انتقاله للعيش من بلد لآخر مختلف، كما أنه لم يجد اختلافاً كبيراً بين سوريا وألمانيا، فمعظم تعامله في سوريا كان مع السياح غير الناطقين باللغة العربية، مما ساعد على تكوين صداقات مستمرة من ذلك الحين إلى وقتنا الحالي، إضافة لتبادل ثقافات مختلفة مع أشخاص من جنسيات مختلفة.

تطوير فنّ جديد .. ذو رسالة وطابع مختلف

لم تكن بداية أحمد في مجاله مُخطَّطاً لها، فقد بدأ كل شيء بمحض الصدفة وذلك من خلال الطلبات المختلفة التي طُلبت منه في سوريا عندما كان يعمل في مجال "الشَّرقيات"، ومن ثم تطورت أفكاره نتيجة لذلك بشكل كبير لتصل إلى شكلها الحالي، حيث يعتبر أحمد فنّه جزء من الأشكال البصرية التي ترتبط بالفنون الإسلامية العربية القديمة التي انتشرت في بلاد الأندلس.

إضافة لذلك، يعتبر أحمد عملهُ في مجال الحفر على الخشب من الأساسيات لديه بجانب الخط العربي، فالعديد من المعارض الفنيّة التي نفذها تحوي عدّة أعمال من هذا النوع، فكان عمله الحالي مجهز بشكل كامل من حيث الأدوات والمعدات اللازمة لذلك.

فعالية لحن شرقي Cafe Buch Oase - 04.2016

يعتبر "لحن شرقي" من الفعاليات الأولى والفردية التي بدأ أحمد من خلالها في مدينة هانوفر Hannover وكان أول عمل فردي يخصّه بشكل كامل بدعم من اتحاد التعليم Bildungsvereinigung Arbeit und Leben، ومن ثم انتقلت الفعالية إلى مدينة كاسل Kassel ولكن بشكل مستقل ومنفصل عن الاتحاد.

كانت مشاركته مميزة لدرجة رغبة أحد الجهات الأخرى بعمل نفس المعرض مرة ثانية في مدينة هانوفر Hannover، ولكن أحمد يعتبر نجاح الفن بتميزهُ وليس بتكراره، فرفض الفكرة بشكل كامل.

وقد ساهمت فعالية "لحن شرقي" بالتطور أكثر والتوسع في مجاله، مما فتح لأحمد أبواباً عديدة مع الكثير من المنظمات والجهات الأخرى المهتمة في هذا النوع من الفن.

فعالية Atelier Block 16 e.V

تعتبر هذه الفعالية من أكثر الفعاليات العملية لدى أحمد، فقط كانت على شكل ورشة عمل جماعية بدعم من الحكومة الألمانية وخصوصاً من قسم الهجرة والإندماج Migration und Integration في مدينة هانوفر Hannover.

كانت الورشة بتاريخ 31.07.2016، حيث تم التخطيط لها لمدة عشرة أيام متواصلة وتنفيذها في مصنع قديم  عمره يتجاوز المئة عام، حيث استُخدم قديماً لإعادة تدوير الملابس البالية، ولكن مايميز المكان هو طابعه البسيط والقديم والذي يشبه بعض البيوت العربية القديمة، مما ساعد ذلك بشكل كبير في الحصول على بيئة إبداعية مناسبة لعرض اللوحات والأعمال الفنيّة.

يتم التخطيط والتنظيم حالياً لفعالية في بداية العام الجديد 2017 في مدينة هانوفر - بناء بافليون Pavillon وهو عبارة عن "بناء ثقافي مسرحي فني" - وسيكون هناك معرض ضمن فعالية "اللقاء المسرحي العربي في هانوفر"، وسيتم المشاركة بشكل جماعي ضمن هذا المعرض، وسيُعلَن عنه قريباً من خلال صفحة أحمد الرسمية على الفيس بوك وعلى موقعه الرسمي.

ورغم عدم متابعته للدراسة الأكاديمية، يحلم أحمد مستقبلاً بتوسع أعماله خارج ألمانيا لتصل إلى أنحاء عدة من العالم وذلك بسبب اللغة المشتركة بين جميع أبناء الأرض، إذ أن اللغة والتواصل ليسا محصورين فقط باللغات المحكية والمكتوبة وإنما أيضاً بالأحاسيس المنقولة من خلال أي عمل فنّي، إضافة لترك بصمة عالمية مرتبطة باسمه تتوارثها الأجيال في المستقبل.

ينصح أحمد الأشخاص الذين ينوون الدخول في مجال الفن وخاصة الخط العربي والرسم بالإبتعاد بشكل كامل عن النمطية والفنون التقليدية، فمن وجهة نظره يرى أن الفنان يجب أن يتميز بنمط فني خاص به، فإذا لم يكن هناك أي عمل ملفت للنظر فسيكون مهمشاً وتقليدياً. لذا يجب التفكير دوماً بأفكار إبداعية جديدة، وذلك بالاعتماد على التجربة بشكل كامل وعلى الأخطاء لأن الأخطاء تولِّد أفكاراً جديدة إيجابية وغير مُتوقَّعة، فأي صدفة قد تقود إلى لفت نظر الفنان لأعمال مختلفة تفتح أمامه آفاقاً فنيّة واسعة.

ونحن كفريق Make it German نتمنى لأحمد المزيد من النجاح والتميُّز في مجاله.

شارك في هذا العمل

أنس الحكيمعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

سارة شماععضو سابق

تدقيق اللغة العربية