النوع أم الكم؟ طريقك للدخول لسوق العمل

العمل

وقت القراءة.: 4 دقائق

عدد لا يستهان به من الباحثين عن فرص عمل في الشركات والمؤسسات الحكومية ممّن أنهوا دورات اللغة أو التدريب المهني أو حتى دراسة الماجستير في ألمانيا يقفون عاجزين أمام الكم الهائل من عروض العمل والعدد الضخم من الشركات والمؤسسات الألمانية التي تعرض فرص عمل شاغرة باستمرار سواء على مواقعها الإلكترونية مباشرة أو حتى عن طريق المواقع الإلكترونية التي تجمع هذه الإعلانات في موقع واحد. الأسئلة البديهية المطروحة في هكذا مقام:

  • من أين أبدأ؟
  • هل جميع هذه الفرص تناسب مؤهلاتي وخبراتي؟
  • ما هي نسبة نجاحي في الوصول لمرحلة المقابلة الأولى سواء الشخصية أو الهاتفية في حال تقديم أوراقي؟
  • هل أوراقي (المعدّة مسبقاً) صالحة للتقديم لجميع هذه الفرص؟
  • ما هي الاستراتيجية الأكثر جدوى: الكمّ أم النوع؟

البداية دائماً تكمن في محركات البحث سواء مباشرة في Google أو محركات البحث المدمجة في جميع المواقع التي تهتم بعرض وتنسيق فرص العمل حسب التخصص والمدينة والمجال وحتى حسب أسماء الشركات.

عند إيجاد أي فرصة عمل في إحدى هذه المواقع ورغم وجود جميع تفاصيل التواصل مع الشركة صاحبة الإعلان من أرقام هاتف وبريد إلكتروني وعنوان الشركة فالأجدى دائماً أخذ اسم الشركة والدخول لصفحة الشركة الرسمية والبحث عن نفس الفرصة وإعادة قراءة تفاصيل الإعلان فالكثير من الشركات تقوم بتعديل إعلاناتها وقد تضيف أو تلغي بعض الشروط المطلوبة للعمل.

الكثير من المواقع المختصة بإعلانات العمل لا تذكر اسم الشخص المسؤول عن تلقي طلبات العمل في الشركة بينما يتم ذكر هذه المعلومة على موقع الشركة الرسمي ومن الأفضل والأجدى والأكثر لباقة عند مراسلة الشركة أن تكتب رسالة التحفيز وتوجهها للشخص المسؤول بالاسم وألّا تكون موجهة بشكل عام.

قد يجد المهندس المدني مثلاً الآلاف من فرص العمل المعروضة في مجال تخصصه لكن من المستحيل التقدم لجميع هذه الفرص دفعة واحدة لذلك فالأفضل فلترة هذه الإعلانات بناءً على عاملين أساسيين: مدى التطابق مع المؤهلات الموجودة سلفاً والقابلية لتعلّم ما هو مطلوب في الإعلان. العامل الأساسي الثاني هو مكان العمل والمدينة والحساب التخيلي التقريبي لمسيرة يومك في حال تم قبولك في هذا العمل وهذا مهم جداً رغم أنه قد يبدو لك موضوعاً ثانوياً في البداية.

بعد فلترة النتائج - مع الأخذ بعين الاعتبار هذه العوامل - سيتبقى في السلة ما يقارب العشرة أو عشرين إعلاناً للعمل تتناسب مع مؤهلاتك وتخطيطك للمستقبل المهني. عند هذه النقطة بالذات تستطيع القول أنك وجدت فرصة عمل تتناسب مع طموحك وخبراتك لتبدأ بعدها مباشرة الخطوة الثانية.

القاعدة الذهبية الأولى المتبعة في ألمانيا: "لكل فرصة عمل رسالة التحفيز الخاصة بها ونسخة معدلة من السيرة الذاتية تتناسب ومتطلبات العمل المعروض".

بقدر ما تستطيع ضغط وتحرير رسالة التحفيز والسيرة الذاتية بشكل احترافي، بحيث تثير حماس الشخص المسؤول عن تلقي طلبك لدراسته أو لتحويله إلى القسم المختص بقدر ما تكون قد اقتربت من مرحلة المقابلة. في المتوسط (وأرجو ألّا يكون الرقم مرعباً) أنت بحاجة لفترة من يومين إلى ثلاثة أيام لتعديل أوراقك وسيرتك الذاتية قبل أن ترفقها في الإيميل وتضغط على أيقونة "إرسال" وذلك للتقدم لفرصة عمل واحدة فقط لا غير. القصف العشوائي لا يقدم إفادة تذكر حتى في الحروب فقد ترسل أوراقك إلى شركة لديها فرصة عمل مناسبة لخبراتك أكثر من الفرصة التي وجدتها في مواقع إعلانات التوظيف وبما أنك لم تتمعن في دراسة كافة الوظائف المعروضة ولم ترسل أوراقك للتقدم إلى الفرصة الأكثر قرباً من تخصصك وخبراتك فهذا وحده كفيل برفض طلبك من أول خمسين ثانية وهي المدة التي يستغرقها الموظف عادةً عندما يتلقى أوراقك التي عملت عليها مسبقاً يومين أو ثلاثة أيام.

في الخلاصة: "النوع لا الكمّ" هو ثاني القواعد الذهبية والأكثرها جدوى في البحث وإيجاد العمل في ألمانيا.

قد يهمك أيضاً: الرواتب في ألمانيا

شارك في هذا العمل

وسيم بصديق \ صديقة المنظمة

كتابة وترجمة للغة العربية

أبي حديدعضو

تدقيق اللغة العربية