ثلاث عشرة نصيحة فيما يخصّ الاطّلاع على الامتحان بعد تصحيحه

الدراسة

وقت القراءة.: 10 دقائق

عملية الاطّلاع على الامتحان بعد تصحيحه ليست كالتجوال في سوقٍ شعبي. لا يستوعب عدد من الطلاب هذا الكلام ويتصرفون أثناء ذلك كما لو كانو في سوقٍ شعبي، حيث يحاولون التساوم والمفاصلة على كل نقطة. يقول كاتب المقال: "شهدت خلال مسيرتي الدراسية عدداً من جلسات الاطلاع على الامتحانات بعد تصحيحها، في بادئ الأمر بوصفي طالباً، ثم طالباً مساعداً وكذلك أثناء عملي موظفاً جامعياً"

ويكمل: "لهذا السبب أعرف جيداً كيف تكون هذه العملية وأرى كل سنة الخطأ نفسه، حيث يدور الجدال حول كل نقطة من نقاط التصحيح، وكما يُشَكّك بأسلوب التصحيح وطبعاً يُرمَى اللوم دائماً على المصحّح!"

في هذا الصدد، وحتى تكون فرصة نجاحك في المرة القادمة أكبر، نسرد لك ثلاث عشرة نصيحة مفيدة في هذا المقال.

بعض الشروط

خلال مراجعة والاطلاع على نتيجتك تستطيع رؤية امتحانك الخاص مع التصحيح والتقييم ولديك الوقت الكافي حتى تستطيع تتبع خطوات التصحيح وطريقة التقييم المتبعة. هذا يبدو بسيطاً، ولكن قد يكون التنظيم العام مختلفاً، فكيفية سير هذه العملية تُحدَّد من الأستاذ نفسه وتُقيَّد بالشروط التنظيمية المتبعة في كليتك.

هذا يعني أنك قد تستطيع المناقشة خلال هذه الفترة عند أحد الأساتذة، في حين أن أساتذة آخرين لا يقبلون بذلك. في هذه الحالة يُقدَّم طلب للطعن أو السؤال حول التصحيح والتقييم بشكل كتابي فقط. ولهذا توجد قاعدة عامة: كلما كان التنظيم مبنياً على التفاعل بين الممتحن والأستاذ، ازدادت فرصك في الحصول على ما تريد.

ومن أجل مثل هذه الحالات، ولتواصل أكثر فائدة مع الأستاذ وطرح أسئلتك، وضعنا لك النصائح الآتية.

إذا ما قمت بالاعتماد على هذه المشورات ستستطيع الاستفادة من النقاش أكثر، وقد تحصل على النقطة أو النقاط التي تنقصك.

التحضير الجيّد

حضّر نفسّك جيداً للموعد ولا تنسَ مراجعة ما درسته، خاصة الأشياء التي وردت في الامتحان حتى تكون متمكناً من هذه المواضيع وتستطيع تتبّع طرق التصحيح المتّبعة بشكل جيد. لا تنسَ أنك تستطيع بذلك الرد على الأسئلة التي قد يطرحها عليك الأستاذ وبهذا تظهر تمكنك وفهمك الجيّد للموضوع المتناول. خاصةً حين يدور الموضوع مثلاً حول تقييم طريقة الحل البديلة التي استخدمتها في حل امتحانك، هنا يكون التحضير الجيد هو أكبر فرصك للنجاح.

2- عدّ النقاط المعطاة

قد يبدو ذلك سخيفاً، ولكنه مهم!

قبل أن تلقي نظرك على محتوى امتحانك وإجاباتك، يجب عليك فعلاً مراجعة التقييم وعدّ النقاط جميعاً. احتمالية وجود خطأ في العد، عن طريق إغفال بعض النقاط، وبالتالي وجود خطأ في المجموع الكليّ هي أكثر مما تعتقد، لهذا قم بالاطلاع على النقاط المعطاة لكل فقرة وقارن مجموع النقاط الكلية بالمجموع المعطى لك في الامتحان.

 قد تُغفَل أحياناً صفحة كاملة من الامتحان عن طريق الخطأ، وبالتالي يكون مجموعك أقل بكثير مما هو عليه في الحقيقة. لهذا لا تنسى أن تستثمر بعضاً من الوقت في عدّ نقاطك.

3- مراجعة الإرشادات المكتوبة

بعد أن قمت بعد نقاطك، قم بمراجعة ما كتبه المصحّح. حيث يقوم المصحّح عادةً بكتابة بعض التعليقات والإرشادات التي تخصّ خطأك وتخصّ التصحيح المتبع. يجب عليك مراجعتها كلّها. يحصل أحياناً أن تُخصَم نفس النقاط أكثر من مرة لنفس الخطأ. لكن في حالة المراجعة الجيدة تستطيع اكتشاف مثل هذه المواضع وبالتالي استرجاع تلك النقاط.

4- بداية الحديث والانطباع الأول

بعد أن قمت بمراجعة امتحانك وطريقة التصحيح والتقييم تستطيع أن تبدأ الحديث مع الأستاذ. في هذه الحالة يكون الانطباع الأول الذي يأخذه عنك الأستاذ مهماً جداً في تحديد مسار النقاش.

يجب عليك أن تحاول من البداية أن توصل للأستاذ انطباعاً جيداً عنك. عليك أن تجعل الأستاذ يستشعر رغبتك الملحّة في الحديث معه وليس فقط رغبتك في الحصول على بعض النقاط التي تحتاجها، فمثلاً: لا تبدأ حديثك كالآتي: "لقد حصلت على نقاط أقل مما أستحق". بل يُفضَّل ان تكون البداية مثلاً هكذا: "عفواً، هل تستطيع مساعدتي قليلاً؟ لدي سؤال فيما يخص الفقرة الثانية"

لاتنسَ أن الأمر يمكن تشبيهه بموعد غرامي، حيث يكون للانطباع الأول الأهمية الكبرى.

كن لطيفاً

هذه النصيحة تتبع النصيحة السابقة: كن لطيفاً مع الأستاذ، فالأساتذة الجامعيون هم بشر مثلنا ولا ينوون إيذاءك، على الأقل غالبيتهم.

 ينسى للأسف العديد من الطلاّب ما تعلموه عن أسلوب وآداب الحديث ويقومون بقصف الأستاذ مباشرةً بالعديد من العبارات، مثل: "التقييم ليس عادلاً" أو "طريقة التصحيح هي الوقاحة بعينها" مثل هذا السلوك يبني حاجزاً بينك وبين المصحّح ولا يترك للنقاش سبيلاً.

لأجل ذلك لا تنسَ: أظهر للمصحّح لطافتك وحسن سلوكك، حتى عندما يكون الأمر في بعض الأحيان صعباً.

قبول التصحيح

حتى عند وجود ما يمكن طعنه في التصحيح المتبع، يجب عليك ألا تضع طريقة تصحيح الأستاذ موضع النقد والتشكيك. تقبّل في بادئ الأمر ما تم وضعه على أساس أنه الإجابة الصحيحة.

وبدل التشكيك في طريقة التصحيح، سيكون أكثر ذكاءً منك أن تظهر للمصحّح اهتمامك بفهم طريقة الحل الصحيحة وبالتالي متابعتها من بدايتها حتى نهايتها، حتى تستطيع إيجاد الخطأ. في حال استخدامك طريقة حل غير المتبعة في المعتاد، يمكنك عن طريق ذلك الإشارة إلى المصحّح بأن طريقتك أيضاً صحيحة وتأتي بنفس النتيجة. في هذه الحالة، وعندما يرى المصحح اهتمامك بالحل أكثر من النقاط، سيكون أكثر قناعة وقد يعطيك بعض النقاط الإضافية.

لا تحاول أن تتذاكى

لا تقم في فترة الاطلاع على الامتحان بأخذ دور المعلّم الناصح. لا تظهر نفسك على أنك أذكى من واضع الأسئلة حتى لو كنت في الحقيقة كذلك، فهذا لا يساعدك على الإطلاق. حتى لو افتعل المصحّح خطأً أثناء تصحيحه لا تقم بالإشارة إليه شخصياً وكأنك تنتقده، بل قم بالسؤال والتلميح مراراً بطريقة غير مباشرة حتى يجده هو ويقوم بتصحيحه، فبهذا تعطيه فرصة لحفظ ماء وجهه.

مثل هذه الطرق التي تلعب على حبل الجانب النفسي من النقاش تزيد فرصك في الحصول على نقاط إضافية.

لا تساوم

لا تبدأ أبداً في المفاوضة على بعض النقاط وتذكر ما كُتب في بداية المقال: نحن لسنا في سوقٍ شعبي، فالأساس هو اتباع طريقة الحل الصحيحة والتقييم الإجمالي لإجاباتك. لذلك لا تحاول جاهداً المساومة على بضع نقاط لكل سطر من إجابتك فهذا يُغضب المصحح حينما يشعر بأنك تريد اقتلاع بضع علامات بلا كلل أو ملل.

حين تقوم بالابتعاد عن ذلك، تفسح لنفسك مجالاً أكبر للربح عندما يدور الموضوع بشكل جدي حول بعض العلامات التي تكون من نصيبك فعلياً في أحد المواضع القابلة للطعن.

الاعتراف بالخطأ

عندما تجد أنك بالفعل كنت مخطئاً في طريقة حلك، قم بالاعتراف بذلك ولا تحاول أن ترمي الحق على الطريقة غير المفهومة في طرح الأسئلة.

عندما تتحدّث مع المصحح حول خطأ ما، حاول أن تظهر أنك بالفعل استشعرت الخطأ في حلك. ولكن في نفس الوقت أظهر له أنك فهمت السؤال جيداً وأنك بالفعل تعرف الحل جيداً، ولكن في هذه الحالة يجب أن تكون بعض النقاط التي كتبتها في الحل صحيحة.

إذا نجحت في ذلك، يمكنك السؤال بعدها بلطف حول إمكانية حصولك على نقاط إضافية والتغاضي عن خطئك.

لا للمقارنة

وفر لنفسك بعض المقارنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، مثل: "في السنة الماضية كان الحل مختلفاً" او "الطالب فلان قد حصل بالفعل على علامة لهذه الإجابة"

هذه المقارنات لا تثمر وتجعل المصحّح يتخذ وضعية الدفاع في النقاش وبالتالي لا تترك مجالاً للنقاش بأن يكون حيادياً، وما يزيد الطين بلة هو أن تقوم بالإشهار بمثل هذا القول في أثناء وجود أناس آخرين. هذا يجعل المصحح يشعر وكأنه شُهّر به و بسمعته، ما يبني حاجزاً بينه وبينك لا يمكن هدمه، وبالتالي تخسر فرصتك في الحصول على علامات إضافية.

لا تهدّد

لا تقم بأي حال من الأحوال برمي بعض عبارات الترهيب والتهديد. فهذا لا يثمر أولاً، ويجعلك تبدو أحمقاً ثانياً، ويضيع عامل المفاجأة في حال قمت بفعل ما هددت به ثالثاً.

فبعض التهديدات مثل: "سأقوم بالحديث حول ذلك مع العميد" أو "سأكلم محاميّ الخاص وألتقي بك أمام المحكمة" لا تفيدك أبداً وتصنع صدعاً في علاقتك معه والنقاش الذي يدور بينكما.

لا ترجُ المصحح

يقوم بعض الطلاب بعمل كل ما في مقدورهم للحصول على بعض العلامات. من أشهرها، ما لا يُجدي نفعاً، الرجاء بأقوال مثل: "أرجوك، أرجوك، أنا بحاجة إلى ثلاث علامات فقط"

الرجاء لا يفيد في مثل هذه الحالات، لأن المصححين يجب عليهم أن يكونوا ملتزمين بمعاملة الجميع بمبدأ المساواة. وإذا ما حادوا عن هذا الطريق يمكن أن يعرضوا  أنفسهم للقانون والعقاب. لهذا اترك فكرة الترجي وركّز على محتوى الامتحان.

أنهٍ الحديث بشكل وديّ

حاول أن تترك انطباعاً جيداً في نهاية النقاش. حتى لو كان النقاش حاداً جداً بينكما، يجب أن تنتهز الفرصة وتستخدم نهاية جيدة للحديث حتى يتذكرك المصحّح بشكل جيد وودي. هذا يساعدك في حال قمت بكتابة الامتحان مرة أخرى وتريد الاطلاع عليه هو الآخر، في تلك الحالة ستستقبل بصدر رحب من قبل المصحح، أو قد تراه مرة أخرى خلال دراستك وبالتالي تكون فرصتك أكبر حينها.

الخلاصة

يسلك الكثير من الطلاب منهجاً خاطئاً أثناء مراجعة امتحاناتهم، وبالتالي يبنون حاجزاً بينهم وبين المصحّح بأنفسهم. هذا يدمّر فرصهم بتعلم ما هو جديد أو الحصول على بعض النقاط التي تنقصهم. ومنعاً للوقوع بمثل هذه المشاكل، قمنا بكتابة وترجمة هذه المقالة وما تحتويها من نصائح. لكن إذا ما قام الأستاذ فعلاً بالتصحيح بطريقة غير عادلة، مقارنة بزملائك مثلاً، أو أنه قام بتقييم علامتك بشكل غير صحيح دون إبداء رغبته في تصحيح ذلك، فلا يجب عليك ان تسكت ويجب أن تقدّم فوراً طلبا للطعن في نتيجة الامتحان.

شارك في هذا العمل

محمد يزن اسماعيلعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

مرام البيكعضو

تدقيق اللغة العربية

محمد صوافطهعضو

تدقيق اللغة الألمانية \ الإنجليزية

حقوق النشر والمصادر

studienscheiss.de