عادة وضع علب الدخان الفارغة على الأبواب

منوعات

وقت القراءة.: 4 دقائق

سنقوم بطرح سلسلة تتحدث عن بعض العادات المختلفة في ألمانيا، حيث سنقوم من خلال قسم على فكرة بتوضيح بعض هذه العادات وأسباب نشأتها.

‎قد تكونَ ذات مرة لاحظت حول إحدى المنازل الألمانية وخصوصاً تلك التي في شمال ألمانيا حبالَ علبِ السجائر الفارغة أو ما يسمى بـاللغة الألمانية إكليل العلب Schachtelkranz.

‎أو قد تكون رأيتَ مجموعةً من الشباب مجتمعون حول المدخل الرئيسي لمبنى البلدية Rathaus أو الكاتدرائيةDom ‎ وقد تنكر أحدهم وشرع في قطع صغيرة كأغطية زجاجات المشروبات الغازية أو قصاصات الورق من على دَرجِ المبنى أو الكاتدرائية.

اليوم سوف نحدثكم عن السبب وعن هذا العُرف الألماني وتاريخه Schachtelkranz & Sockenkranz

‎هو عبارة عن حبل تعلقه الفتاة الألمانية على باب بيتها إذا ما أتمت الـ 25 سنة وهي عزباء، يقوم أقرباؤها أو أصدقاؤها المقربون بتجهيزه لها، من الممكن أن يكون التجهيز بحضورها أو بغيابها كنوع من المفاجأة ويهدونه لها في عيد ميلادها الـ 25.

‎يمارَس هذا التقليد في شمال ألمانيا و خصوصاً في ولاتي Nordrhein-Westfalen و Niedersachsen.

‎من الممكن أن يُعلق بالحبل علب دخان أو علب دواء أو علب عطر فارغة.
وأما للرجال فيتكون من جوارب Sockenkranz‎ أو زجاجات فارغة. ‎باستثناء إن صادف عيد ميلاده الـ 25 في سنة كبيسة فيستبدل إكليله بإكليل العلب Schachtelkranz الخاص بالنساء.

‎وإذا صادف عيد ميلاده الـ 30 ولم يتزوج فيوجد تقليد آخر للدلالة على ذلك وهو تقليد Treppe Fegen‎ أي تكنيس الدرج الذي سنتكلم عنه لاحقاً.

لماذا تم اختيار العلب الفارغة القديمة

تُعتبر العلب الفارغة القديمة كبديل عن إكليل الورد الأبيض الذي تحمله العروس في يوم عرسها التي تتزوج قبل الـ 25، وترمز هذه العلب القديمة إلى الفتاة التي كَبُرَت عن الـ 25 ولم تتزوج وفي اللغة الألمانية معنى الكبر بالعمر ومعنى القدم له نفس الكلمة Alt.

‎طبعاً يوجد انتقادات لهذا التقليد، حيث يمكن أن ينظر بعض الأشخاص لهذه الفتاة بتمييز عن البقية كأن تُمارَس عليها ضغوط مجتمعية معينة أو إظهار نقص معين عند الفتاة لأنها لم تتزوج بعد.

‎لكن إن أُخِذت بروح مرحة ورحابة صدر مجتمعية باتت تقليداً لطيفاً ترغبه أغلب الفتيات العازبات، حيث ‎يبقى هذا الإكليل مزيناً ممر منزل الفتاة من 3-4 أسابيع.

أما فيما يخص تقليد تكنيس الدرج Treppe Fegen‎ أو مسح دقاقة او يد باب الكاتدرائية Domklinken putzen :

‎إذا أصبح عمر الرجل 30 وهو أعزب فيَرمي له أصدقاؤه أوساخاً يجب عليه كنسها وجمعها وتنظيف الدرج، ويوجد مواقع ومحلات خاصة لبيع Fegebox يكون فيه أغطيه زجاجات أو فراشي أسنان وأشياء اخرى.

‎منشأ هذه العادة هو بريمن Bremen، وأهل بريمن يقومون بها أمام باب كاتدرائية بريمن، أما باقي المدن التي وصلت إليها هذه العادة والتي لا يوجد لها كاتدرائية خاصة بها فيقومون بها أمام إحدى أبواب الدوائر الحكومية وأكثرها اكتظاظاً.

‎يأخذ هذا التقليد طابعاً فكاهياً حين يتفنن الاصدقاء برمي أشياء أصغر حجماً وفي أماكن متباعدة، فيصعب على الرجل لمها ويستطيع تحرير نفسه منها فقط إذا استطاع إيجاد فتاة عذراء تعطيه قبلة الحرية.

‎أما المرأة التي بلغت الثلاثين ولم تتزوج فتقوم بتنظيف دقاق و يد باب الكنيسة.

‎ويستبدل الدوران بين الرجل والمرأة إذا كانا قد ولدا في سنة كبيسة فتقوم المرأة عندئذ بتكنيس الدرج والرجل يقوم بالمسح والتنظيف.

‎تختلف العادات والتقاليد بين بلد وآخر كما تختلف آراء الناس حولها فمنا من يجدها مضحكة ومنا من يجدها بلا معنى ومنا من لا يشعر بأي ردة فعل وفي جميع الأحوال لكل شعب عاداته وخصوصياته التي يجب علينا احترامها، فكما نقوم نحن بعادات من المكن أن تكون غير اعتيادية بالنسبة للغير، كذلك يجب أن تكون ردود أفعالنا اتجاه ما نجده غريباً.

شارك في هذا العمل

لميس عبلةعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

محمد صوافطهعضو

تدقيق اللغة العربية