لمحات سورية (6)

لمحات سورية

وقت القراءة.: 2 دقائق

صغيرةٌ بحجمها، كبيرةٌ بقلوبنا، مشبعةٌ بصورها ذاكرتنا..

في مثل هذه الأيام من كل سنة، وقبل أن تشوّه الحرب ملامح أيامنا، اعتدنا نحن السّوريون البدء بتحديد وجهتنا للاصطياف.

ما أن ننتهي من أعباء الامتحانات حتى نباشر بحزم حقائبنا والتخطيط مع أفراد العائلة والأصدقاء والأقارب، لقضاء عطلة صيفية ممتعة.

لطالما كان من النادر لغالبية السوريين اختيار وجهةٍ خارج حدود بلدنا للاصطياف. فلمَ نتكلّف أعباء السفر إذا كان البحر والجبل قد اجتمعا على أرضنا في مشهدٍ قلّ مثيله في مكانٍ آخر؟! لا فرق إن كنا من المترفين أم من ذوي الدّخل البسيط، فلكلٍّ منا فرصته للاستمتاع ببحرنا وجبلنا، بسهولنا وودياننا، بأنهارنا وشلّلالاتنا وبحيراتنا.

شاطئنا المتتدّ على الجزء الشمال الشرقي للبحر المتوسط بطول 183 كيلو متراً كان يتّسع لضحكاتنا جميعاً. ومناطقنا الجبلية بغاباتها الخضراء وهوائها النقي وينابيعا العذبة الباردة كانت تجدّد وعدها لنا سنوياً بسهراتٍ مع الأصحاب كفيلةً بإعادة البسمة إلى وجوهنا وشحننا بطاقةٍ تكفي حتى يحين موعد لقائنا في السنة القادمة.

تنوّع المنتجعات والمصايف والعديد من الفنادق متعددة الدرجات والقرى السياحية والمطاعم والمقاهي تعكس تنوّع شعبنا السوري بعاداته وتقاليده، بتديّنه وتحرّره، بفخامته وبساطته، إلا أن الصفة المشتركة بينها أنها كانت توفّر لنا الاستجمام كلًٌّ بطريقة تشبهه وترضيه. مصايف ربوة دمشق، جبال بلودان وسهل الزبداني، شواطئ اللاذقية وطرطوس، جبال صلنفة وكسب وسلمى وغيرها الكثير من الأماكن الجميلة المتوزّعة في جهات مختلفة من سوريا. نترككم مع لمحاتً جميلة عالقة على جدران ذاكرتنا نحن السوريون المشتّتون في أنحاء العالم، لبلدٍ لطالما اعتززنا بانتمائنا له، ولطالما حلُمنا بأن تصل حياة الإنسان فيه إلى أرقى وأعلى مراتب الحياة الإنسانية.

أما الموسيقا فهي مقتطفة من مقطوعة الشاب الموسيقي السوري في ألمانيا : Moe Joudeh Music - موسيقى محمد جودة بعنوان : "أحلام سورية - Syrian Dreams".

شارك في هذا العمل

جيمي سمانعضو سابق

مونتاج الفيديو

سارة شماععضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

محمد يزن اسماعيلعضو سابق

كتابة وترجمة للغة الألمانية \ الإنجليزية

أبي حديدعضو

تدقيق اللغة العربية