الصيدلة – نجاح على وصفة طبية

العمل

وقت القراءة.: 5 دقائق

سنتحدث في هذه المقالة عن مراحل مابعد دراسة الصيدلة، وعن تفاصيلها العملية في المستقبل، سواء بما يتعلق بأوقات العمل أو بالدخل الشهري.

تُعتَبر دراسة الصيدلة من الدراسات التي تحتاج إلى بذل جهدٍ مضاعف وخاصة في ألمانيا. كنا قد تحدثنا في مقالة سابقة على موقعنا عن مراحلها.

ومما لاشكَّ فيه أنَّ الطريق العملي في هذا المجال مرهق بعد التخرُّج. حيث يصل عدد ساعات العمل في هذا الاختصاص إلى 39,5 ساعة أسبوعياً، وبمقارنتها على سبيل المثال مع عدد ساعات العمل لعلماء الإجتماع الذي يعملون 26,5 ساعة أسبوعياً، نجدُ أنَّه ليس بالعمل المريح إلا أنه يُقابل بأجرٍ جيد.


بعد الإنتهاء من سنوات الدراسة المُجهدة في مجال الصيدلة فإن آفاق العمل الواسعة جداً ستكون بانتظارك. ورغم أنَّ عدد الطلاب الذين يدرسون اختصاص الصيدلة في الجامعات الألمانية بلغ في عام 2105 حوالي 12000 طالب وطالبة، إلا أنَّ رابطة اتحاد الصيادلة أكَّدت أنَّ جميع هؤلاء الطلاب ستسنح لهم الفرصة بعد التخرج للعمل في ما يقارب 20000 صيدلية ألمانية.


والجدير بالذِّكر هنا أنَّ لدى اتحاد الصيادلة الألماني توقُّعات ومخاوف من تقاعد يد عاملة واحدة من بين ثلاثة أيادي عاملة في كافة مجالات الصيدلة بحلول عام 2020، أي ما يُعادل تقاعد صيدلاني واحد من أصل خمسة أشخاص يعملون بمهن مختلفة. هذه التوقعات تدفعهم إلى التّخوف من نقص حاد في الأيدي العاملة في هذا المجال وبالتالي نقص الصيادلة.


وبالحديث عن المهام التي يقوم بها الصيدلاني، تأتي إلى أذهاننا الصورة النمطية التي يحملها أغلب الزبائن في عقولهم عن الصيدلاني على أنه بائعٌ للدواء الذي يتم وضعه على الطاولة للزبون بمجرد قراءته للوصفة الطبية لا أكثر.


تقول صيدلانية مُعلّقة على هذا الموضوع :

"عملنا لا يقتصر فقط على بيع الدواء فحسب بل أكثر من ذلك بكثير"


هي تعلم ماذا يجب أن يتناول المراهق على سبيل المثال لعلاج حب الشباب والبثور الموجودة على وجهه في هذا السّن، وتعلم كيف تجعل موظفاً متوتراً من عمله، يحافظ على معدل الكوليسترول لديه.


كما أنَّها تأخذ بعين الاعتبار أيضاً المخاطر التي تتعرض لها المرأة الحامل كارتفاع ضغط الدم في العين، ومراعاة وصف المادة الكيميائية المناسبة للأم لتخفيف الحكة وحساسية الجلد أثناء الحمل.

ويعلم الصيادلة كذلك ما هو الدواء المناسب لكل حالة وكيف تتجاوب هذه المادة مع جسم الشخص المُعطى له الدواء.

بالإضافة إلى أنَّ هناك أمورغير مرئيّة يقوم بها الصيدلاني ولا يراها الزبون، كتركيب الأدوية وخلط الكريمات وتعبئة الكبسولات ... الخ .
وبالطبع يتطلب كل ما سبق حذراً شديداً من قبلهم لأن خطأً صغيراً قد يكون له تبعات سيئة كثيرة.

وإن أردنا التحدث عن تركيب الأدوية العشبية التي تعتبر أيضاً جزءاً من المهام التي يقوم بها الصيدلاني، فإنَّ كميات كبيرة وأنواع مختلفة من الأعشاب تصل إلى الصيدلية فيقوم الصيدلاني بإختبار جودتها ونقائها قبل أن يباشر العمل فيها بجعلها خليط ما أويقوم بتعبئتها في الأكياس الخاصة.

وكما كان الصيادلة قديماً يقومون حتى بصنع أغلب الأدوية في الصيدلية إلى أن جاءت معامل وشركات الأدوية وتحملت هذا العبء عنهم فاقتصرت الصيدلية والعاملين فيها بشكل كبير على تقديم النصائح الطبية وبيع الأدوية. إلا أنه لايخلو الأمر من صنع أدوية بسيطة وطبيعية في الصيدلية حيث يقوم الصيادلة في ألمانيا بإعداد أكثر من مئتي نوع من الأعشاب المختلفة التي لكل واحدة منها مفعولها المميز فنرى لكل داء تقريباً الدواء العشبي المناسب له في أغلب الأحيان .
وبالطبع لا يقوم الصيدلاني بذلك من خبرته الشخصية، إلا أن كل ما يتعلق بطب الأعشاب يُدرَّس في مرحلة الدراسة الجامعية في فرع الصيدلة.


ذكرنا في مقالتنا السابقة أنَّ معدل القبول لفرع الصيدلة يتراوح مابين 1,1-1,5 تبعآ للنظام الألماني، والسبب في ذلك أنَّ هذا الفرع المعقد والممتع في الوقت ذاته لمن لديه الرغبة بدراسته،  يحتاج لأشخاص لديهم إلمام بالمواد العلمية والطبيعية بشكل عام.

إلا أنَّ هذا الجهد الدِّراسي يُقابل بمقابل مادي جيد جداً بعد التخرج ويختلف الدخل التقريبي لكل شخص بحسب الإتجاه الذي سيذهب للعمل به.

  • يبلغ الدخل الشهري للصيدلاني في صيدلية ألمانية عامة 3100 يورو بساعات عمل تبلغ 38 ساعة أسبوعياً.
  • أما العمل في (Klinikapotheke) أو ما يُسمى بالصيدلية التابعة للمشفى، فيتراوح الدخل ما بين 3500-7000 يورو شهرياً.
  • وفي معامل الأدوية فيُقابل العمل بدخل يصل إلى 15000 يورو شهرياً مع اختلاف بسيط بين الشركات.

وبمقارنة نسب الإناث والذكور في مجال الصيدلة، نجد أنَّ 70% من المتخرجين من قسم الصيدلة هم من الإناث ويتجه أغلبهنّ إلى العمل في الصيدليات وتجنُّب العمل في الشركات مستقبلاً نظراً إلى حاجتهنَّ للموازنة بين وقتهم العائلي والمهني بشكل مريح.

شارك في هذا العمل

ياسمين شيخ موسىعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

سارة شماععضو سابق

تدقيق اللغة العربية

حقوق النشر والمصادر

المصادر التي تم اعتمادها في الفكرة :Welt - Erfolg auf Rezept