ها أنت ذا بعد جهد جهيد حصلتَ على مقعد في الجامعة ووضعت قدمك على بداية الطريق لتحقيق حلمك الدراسي، مُقبل على الفصل الدراسي الأول من حياتك الجامعية ولكن ما يعكر صفو فرحتك هو الخوف والتوتر من المجهول ومن احتمال عدم مقدرتك على التعامل مع وضعك الجديد في هذا البلد الأجنبي، لذا وبمناسبة اقتراب بدء الفصل الدراسي ننصحك بقراءة هذا المقال الذي يحوي نصائح مقدَّمة من خبراء و "مختصين من أصول ألمانية" ودكاترة ومن طلاب جامعيين سابقين وحاليين، كلٌ منهم صبّ لنا خلاصة تجربته في مجاله.

حتى لو لم يكن الحضورُ إجباريًا يُنصح بزيارة هذه المحاضرات التي تُعقد في بداية الفصل، ففيها يتم تقديم الملاحظات التوجيهية كما تقوم بدور تعارفي مع بقية الزملاء الجدد، كل طالبٍ هنا مازال جديدًا وعلاقات الصداقة التي تنعقد في مثل هذه الاجتماعات تدوم حتى نهاية المرحلة الجامعية وغالبًا إلى ما بعد المرحلة الجامعية.

فها أنا مازلت على تواصل مع بعض زملاء الدراسة الذين تعرفت عليهم في الأيام الأولى للفصل الدراسي في رالي المدينة.

كمرشد أكاديمي أتعلم مرارًا وتكرارًا أن العزلة تكاد تكون أكبر مشكلة يواجهها الطلبة، لذلك اندمج  واختلط من البداية.

Henning Schröder - عالم نفس ونائب رئيس الإرشادية الطلابية المركزية في جامعة Würzburg.

وفي جامعات أخرى يمكن أن تكون الخيارات متعددة أكثر.

مثل هذه الفرص الرياضية لا تتكرر خارج الجامعة أبدًا، كما يكتسب الطالب معلومات عن الدراسة والحياة خارج الجامعة، فممارسة الرياضة مع الآخرين تساعد على الشعور بالراحة والتأقلم مع المحيط الجديد .

Jörg Verhoeven - مدير الرياضة في جامعة Münster ويعطي كورسات سباق الدراجات.

إن اللغة العلمية هي مثل أي لغة جديدة على المرء تعلمها، لذلك من الطبيعي أن يشعر المرء بشيء من الصعوبة في البداية أثناء كتابة الوظائف المنزلية.

أنا أنصح دائماً بأن نُخضِع نصوصنا ووظائفنا في البداية إلى قراءة عكسية، مثل أن نعرضها على طلاب من فصول دراسية أعلى أو معيدين أو على طلاب من اختصاصات أخرى لقراءتها وإبداء رأيهم.

بهذا يكتشف الطالب إذا كان النص قد بُني بشكل مفهوم ولغته واضحة. ففي المدرسة يشعر الطالب أن انتقاد نصوصه هو أمر سيء و لكن الأمر مختلف في الجامعة فالكتابة هي عملية معالجة و انتقادها يُثري الطالب.

Parvin Latifa Djahani - جيرمانيستن و معيدة في جامعة فرانكفورت و قد كانت طالبة سابقة فيها.

كبروفيسور جامعي أهتم بشكل كبير بالحوافز التي يبني المرء عليها استقلاليته ويهمني أيضًا ألا يضيع الطالب نفسه ويتوه وإنما يطور أفكاره ويتقصى ويستفسر، حتى أنا نفسي أتعلم من ذلك فأنا أرى طلابي كشريك ملاكمة رُوحي.

لذلك نصيحتي هي: شاركوا وساهموا قدر الإمكان ليس فقط في المحاضرات وإنما في المبادرات الطلابية، بهذا تصبح الجامعة "جامعتك" هي المكان الذي تُدلي فيه بصوتك و تجد نفسك.

Oliver Brand - أستاذ جامعي لمادة الحقوق في جامعة مانهايم، خاصة في القانون المدني وقانون الأعمال.

إن الدراسة الجامعية تجعلك أكثر وعيًا بنفسك وماذا تريد أن تفعل في حياتك، إلا أن ذلك يحتاج وقتًا.

فالكثير من الطلاب الذين يأتون إلينا إلى مكتب الخدمات الوظيفية Career Service يشعرون أنهم واقعون تحت الضغط من تطلعات المحيط بهم ومن خوفهم ألا يكونوا أرباب عمل عادلين في المستقبل.

فأنصحهم بأخذ استراحة قصيرة والنظر لأنفسهم لاختبارها واكتشاف ذاتهم.

ليس من السيء أيضًا أن يخطئ الإنسان في قراره ذات مرة، فالدنيا تجربه.

وكذلك ليست بمعضلة إذا اكتشفت أثناء مزاولتك للبراكتيكوم في الجامعة أن هذا البراكتيكوم الذي كنت تحلم به دومًا غير مناسب لك و لا يستهويك، حينها يصبح المرء أكثر وضوحًا مع نفسه، وبذلك يكتشف المرء شخصيته الخاصة وهذا يساعد بطبيعة الحال بحور مقابلات عمل صادقة ومقنعة.

Nelli Wagner - تدير مكتب الخدمات الوظيفية Career Service في جامعة Postdam بالإضافة لأنها كوتش (مدرب شخصي) في التطوير الوظيفي.

وأخص بالذكر أولئك ،الذين هم أول أفراد العائلة الذين يدخلون الجامعة.

فالجامعة بالنسبة للكثير من أطفال الأُسر العاملة هي عالم جديد ومجهول التفاصيل والملامح،فبعضهم لا يستطيعون الشعور بالانتماء وبنفس الوقت يعانون من عدم وجود تفهم في العائلة للمواضيع الدراسية، فيبدأون بالشعور أنهم محمّلون فوق طاقتهم ويدركون وجوب تكيفهم الإجباري.

هذه التجربة مرّ بها الكثير من الطلبة، وما ساعدهم هو تشاركهم مع الآخرين وعدم إيقاع أنفسهم في شباك الخوف والرهبة.

ومن أجل ذلك قامت مبادرتنا Arbeiterkind.de بتتظيم منتدى نستطيع من خلاله وفي جميع المدن بتنظيم موائد سمر، ونتشرف بزيارتكم لنا.

Maximilian Schulze - مرشد في مبادرة arbeiterkind.de وقد درس الحقوق في برلين وحصل على الدكتوراه من مدرسة Bucerius Law School.

إن التعلم في المدرسة لا يمكن مقارنته مع التعلم في الجامعة. ففي الجامعة يسمع المرء في المحاضرة على طول نصف عام مادة جديدة، لذلك يجب عليه أن يتابع الدروس خطوة بخطوة،فالدراسة المُستعجَلة قبل الاختبار لا تكفي.

نصيحتي: تلخيص المحاضرة بطريقتك الخاصة و شرح المحتوى بكلماتك الخاصة وبهذا يكتشف المرء إذا كان حقًا قد فهم المادة أم لا.

Maximilian Krull - مرشد طلابي في جامعة FU-Berlin و طالب فصل رابع BWL.

نحن نستمع إلى الطلاب الآخرين على الخط الليلي Nightline in Heidelberg إلى الطلاب الذين يريدون أن يعبروا من قلبهم عن قلقهم ليلًا، بدون اسم وبدون موعد.

على سبيل المثال نتواجد في هايدلبيرج أثناء الفصل من الساعة 21 حتى 2 ليلًا.

أكثر قصص الطلاب تدور حول الضغط الدراسي أو العلاقات أو العزلة وبالتالي من المهم ألا ينعزل الطالب وأن يبقى على تواصل مع الغير وأن يبحث له عن شريك يحادثه ويستمع له.

مَعَنا لن يكون المرء وحيدًا مع قلقه، نحن لا نحكم على أحد ولا نعطي اقتراحات أو حلول، نحن فقط لدينا آذان صاغية لهمومهم ومشاكلهم.

Nightline Heidelberg - الخط الليلي لهايدلبيرغ.

كُثُر من يعتقدون أنه من المستحيل أن يحصلوا على مقعد في برنامج التبادل إلى خارج البلاد، لأنهم يعتقدون أن معدلهم غير كافٍ، لذلك هم لا يحاولون مُطلقًا، وهذا خاطئ!

عندما يُظهر المرء التزامًا وجدية ويُعلّل هدفه من تخصصه الدراسي وما يعنيه له ويُعلّل سبب اختياره السفر للخارج فيملك على الأغلب فرصة كبيرة بالالتحاق ببرنامج التبادل الخارجي حتى بعلامات قليلة. فقط تشجع!.

Agnes Schindler - مستشارة الخارجية لجامعة Trier، وكانت كطالبة لمدة سنة بمنحة إيراسموس Erasmus في Island.

دائما ما يضيع الطلاب الوقت، فهم يتناقلون الكثير من المعلومات الخاطئة حول أسئلة الاختبار وهذا غالبًا يتعلق بأنه لكل امتحان نظامه الخاص الذي يتغير أحيانًا كل سنتين أو ثلاثة، فالطلاب القدامى مثلاً يقدمون امتحاناتهم وفق نظام امتحاني مختلف.

صحيح أن نظام الامتحان مكتوب بلغة قانونية معقدة أحياناً، إلا أنه إن لم تفهم فقرة ما فيمكنك السؤال عنها في مكتب الامتحانات Prüfungsamt أو الإرشادية الطلابية Studienberatung.

Doreen Hallex - مديرة مكتب الامتحان المركزي لجامعة Greifswald.