سلسلة نصائح الكتابة الأكاديمية – الجزء الأول

الدراسة

وقت القراءة.: 9 دقائق

هناك قواعد لإنشاء الأطروحات الأكاديمية أو الواجبات الفصلية Hausarbeit. بالطبع، متطلبات الواجبات الفصلية أقل من تلك الخاصة بالأطروحات الأكاديمية (مثل أطروحة البكالوريوس أو الماجستير أو الدبلوم). ولكن لا يضر أن تكون دقيقاً حتى مع الأعمال الصغيرة وأن تتعرف على أساليب الاقتباس والإجراءات الرسمية الأخرى. سنقوم في هذه السلسلة بعرض العديد من النصائح التي من شأنها أن تساعدك في بداية طريقك لكتابة أكاديمية محترفة.

سيركز هذا الجزء من السلسلة على عدة نصائح يجب عليك معرفتها قبل البدء بالعمل الأكاديمي .الأجزاء القادمة ستتمحور حول النقاط التالية:

  • هيكل وتخطيط الرسالة الأكاديمية
  • عملية الكتابة
  • المراجع، طريقة الاقتباس
  • قائمة المراجع

البحث عن موضوع العمل العلمي ورسم حدوده

يوجد بالعادة أحد سيناريوهين لكيفية دخولك إلى موضوعك. إما أن يُعطى لك بالكامل أو يمكنك اختياره بنفسك، حتى مع الخيار الثاني لست حراً بشكل كامل. إذا كان لديك بعض الحرية في اختيار الموضوع ، فإليك بعض النصائح.

ما هو مجال اهتمامك؟ ربما كنت قد سمعت خلال زيارتك لإحدى المحاضرات عن موضوع ما وأحسست أن هذا الموضوع قد يكون مثيراً لاهتمامك. لا تستهون باهتماماتك، فقد يكون هذا الاهتمام عامل محفز مهم جداً في مرحلة ما محبِطة خلال الكتابة. السؤال الذي لا يجب أن تهمله: ماذا تنوي أن تفعل بعد التخرج؟ هل تنوي التقديم لبرنامج ماجستير معين؟ أو هل ترغب أن تصبح خبيراً في مجال ما؟ إذاً سيكون من المنطقي أن تختار موضوع رسالة تخرجك في نفس المجال.

بعد أن حددت الموضوع، اذهب لمكتبة الجامعة التقليدية أو الرقمية وابحث عن مصادر ذات صلة بموضوعك (ستجد نصائح للبحث عن المصادر في القسم التالي من المقالة). ستستطيع بعد بحث أن تصيغ بعض الأسئلة التي يمكن لرسالتك الإجابة عليها. من الممكن جداً بعد البحث الأولي في المصادر أن يكون الموضوع أبسط من أن يصل لمستوى أطروحة تخرج. من الممكن أيضاً أن يكون الوصول لبعض المصادر المهمة لموضوعك ليس ممكناً، هنا يمكنك سؤال موظفي المكتبة إن كان بإمكانهم تأمين الكتاب الفلاني أو ورقة البحث الفلانية التي وجدتها ولا يمكنك الوصول إليها.

حاول أن تختبر النقاط التفصيلية للمشروع لتحديدها واللتأكد من قابليتها للتطبيق. هل هي دقيقة بما فيه الكفاية أم أنها عامة للغاية؟ هل هناك ما يكفي من المصادر؟ خصوصاً بالنسبة للأطروحات: هل يمكن لرسالتك أن تكشف معرفة جديدة؟ أو هل لديك وجهة نظر مثيرة حول موضوع قديم أو طريقة جديدة للتعامل معه؟ أنت تريد أيضاً أن تكون رسالة تخرجك مميزة!

تحدث مع المشرف (المستقبلي) عن الموضوع. قد يكون من المنطقي أن تحضر مخطط تقريبي للاجتماع (تذكر أن العديد من المحاضرين ليس لديهم الكثير من الوقت ولن يكرروا تلك المقابلة إلا في حالات خاصة)

بناءً على نتائج حديثك مع مشرفك يجب عليك الآن التفكير إن كنت ترغب في إعادة التفكير في موضوعك (والعودة إلى الخطوة 2) أو البدء بوضع مخطط تفصيلي (فهرس). سيكون لديك العناصر الفرعية ذات الصلة والتي عليك التعامل معها ومعالجتها بالإضافة للمصادر التي لا زلت بحاجة إليها.

لغة الأطروحة

عادةً ما يتم الاتفاق على لغة الرسالة مع المشرف في بداية عملية الكتابة، خصوصاً كطالب أجنبي لديك الفرصة لكتابة الرسالة بلغة غير الألمانية، كالانكليزية مثلاً. قد يكون من المفيد الحصول على العبارات أو الجمل النموذجية التي يتم استخدامها عادةً. يقدم موقع bab.la  هذه المجموعة بعدة لغات منها الألمانية والانكليزية. يمكنك الاطلاع عليها من هنا

البحث عن المصادر

غالباً ما تحصل على قائمة بالمصادر مع الموضوع الذي سيتم العمل عليه. قد تكون هذه القائمة كافية للواجبات المنزلية. ومع ذلك، لا يضر البحث عن مصادر أخرى. بالنسبة لأطروحات التخرج فالمزيد من البحث مطلوب دائماً.

خيارات البحث

كتالوجات المكتبة

عليك الاطلاع بدايةً على موقع مكتبة جامعتك الافتراضية، غالب الجامعات تعرض بالإضافة للكتب الموجودة على رفوفها، النسخ الالكترونية لهذه الكتب والكثير غيرها. بالإضافة لبعض الشراكات التي قد تكون جامعتك قد أبرمتها مع دور نشر معينة لتوفير كتب هذه الدور للطلاب بالمجان. موقع WorldCat  سيكون بداية جيدة مع موقع مكتبة جامعتك.

الاطلاع على إصدارات المجلات التخصصية

تظهر الغالبية المطلقة من المجلات على الإنترنت اليوم، وبإمكانك استخدامها كأحد المصادر للبحث عن المعلومات

قائمة مراجع الكتب والأطروحات الأخرى التي تطلع عليها

  • محركات البحث العلمية كـ Google Scholar
  • شبكات التواصل الاجتماعي التجارية الخاصة بالباحثين كـ ResearchGate و academia.edu
  • الكثير من الباحثين يقومون بنشر أوراقهم العلمية على مثل هذه الشبكات للتحميل المجاني، كما يمكنك مراسلة الباحث وطلب المقال منه شخصياً.

  استراتيجيات البحث

العامل الأساسي والمهم جداً خلال بحثك هو الكلمات المفتاحية التي تستخدمها، وبناءً عليه إمّا أن تكون النتائج:

كثيرة جداً: عليك هنا أن تحدد بحثك بشكل أكبر عن طريق استخدام المصطلحات التخصصية

قليلة جداً: في هذه الحالة، يجب البحث باستخدام المرادفات لمعرفة ما إذا كان هناك أي مواقع استخدمت المرادفة الصحيحة

منطقياً ينشر الباحث في مجال بحثه عدة مقالات أو يتم الاقتباس منه في أوراق علمية أخرى، لذلك بإمكانك أيضاً البحث عن الكتّاب بالاسم. لا تنسَ ما أسلفناه سابقاً عن البحث في قائمة مراجع الأوراق البحثية لأنه من خلال هذه الاستراتيجية سيتولد لديك الكثير من المصادر التي تشير بعضها إلى الآخر.

معالجة المصادر

حت على لو بدا الأمر منطقياً، عادةً يجب أن يحتوي كل عمل مكتوب على مقدمة وعرض وخاتمة ( نظرة مستقبلية للأعمال القادمة). في غالب الأحيان يكون العرض في أطروحات التخرج مقسماً لفصول عديدة، لذلك يجب عليك التفكير في البنية المنطقية له في أقرب وقت بعد حصولك على مصادرك التي كنت تبحث عنها. المزيد عن شكليات هيكل الأطروحة تجده في المقالة القادمة من هذه السلسلة.

علاوة على ذلك، يفترض لعملك أن يُنفذ بطريقة احترافية لكل فصل تكتبه في أطروحتك. على سبيل المثال يجب أن تكوّن فهماً كاف لنظريات وحجج الكتّاب الآخرين التي تذكرها في رسالتك. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون واضحاً دائماً ما علاقة هذه النظريات أو الحجج بموضوع عملك الخاص. يجب عليك اتباع خط واضح من المناقشة المنطقية. عند تقديم البيانات التجريبية المُقاسة ، من المهم أن تقرر بوعي المؤشرات التي يتم اختيارها لتوثيق حقائق معينة.

أي مصادر يجب علي استخدامها وكيف أستخدمها

لم يعد العثور على المصادر مشكلة في الموضوعات الأساسية هذه الأيام. لكن ليس كل مصدر جيد. حتى إذا لم تتمكن من العثور على الكثير حول مواضيع أكثر تحديداً ، فيجب أن تفكر في النصائح التالية. سواء كان ذلك لفرز المصدر، أو لتكون قادراً على تصنيف المصدر بشكل أفضل - وربما حتى لاكتساب معرفة جديدة منه.

ليست جميع المقالات المطبوعة ذات مصداقية مطلقة - أو مناسبة لعمل!

لا ينبغي تقديم بيانات من المصادر (خاصة في حالة الأطروحة) دون تعليق أو تفكير. بالإضافة إلى الفرضيات المختبرة (الفرضيات المثبتة)، يمكن أن تحتوي المساهمات أيضاً على آراء وتقييمات وأطروحات تم إنشاؤها حديثاً وما إلى ذلك. يجب عليك أيضاً توثيق أهمية هذه المساهمات في أطروحتك.

ولكن كيف تدرك أهمية المقالات؟ لا يمكن تقرير ذلك إلا على أساس كل حالة على حدة. إذا تكرر بيان في كثير من الأحيان (ومن قبل علماء معروفين)، فمن المؤكد أنه أكثر مصداقية من اكتشاف واحد من شخص غير معروف.

يمكن أن يعني هذا الأخير أيضاً أنه نتيجة جديدة، والتي بالطبع يمكن أن تكون صحيحة تماماً، على الرغم من عدم وجود المزيد من الأدلة أو التأكيد. لهذه الحالة يلزم أن تجري فحصك الخاص للتأكد من صحة المعلومة. بإمكانك بالطبع أن تقتبس حرفياً من المصدر ولكن مع تقديم على الأقل حجة واحدة لتوضح لماذا قد تكون هذه المعلومة مفيدة لأطروحتك.

خاصةً إذا كانت رسالتك مبنية على بيانات تجريبية مُقاسة، مثل عدد سكان بلد ما، يجب أن تستخدم أحدث البيانات المتوافرة. وبالمثل بالنسبة للأطروحات النظرية، يجب عليك أن تتأكد من استخدامك للنسخة الأحدث من المصدر الذي تقتبس منه. وذلك لوجود احتمالية نقض النظرية أو الحجة الواردة في هذا المصدر في مصادر أحدث.

كن نقديًا دائماً، فالتفكير واختبار نفسك ليس مسموحًا به فقط في الوسط العلمي ولكن أيضاً مرغوب فيه وضروري!

شكراً لوصولك لنهاية هذا الجزء من سلسلة نصائح الكتابة الأكاديمية. ستجد الأجزاء الأُخرى على موقع منظمة Make it German

شارك في هذا العمل

أبي حديدعضو

كتابة وترجمة للغة العربية

أنس رزعضو

تدقيق اللغة الألمانية \ الإنجليزية

محمد صوافطهعضو

تدقيق اللغة العربية

حقوق النشر والمصادر

Studis Online