مراقبة المرضى خلال التفكير والشعور

منوعات

وقت القراءة.: 4 دقائق

يُعد التحفيز الكهربائي للدماغ بمثابة مساعدة كبيرة لمرضى البارنكنسون والزهايمر، ولكنّ البحث العلمي مستمر لتأمين مساعدات أكبر في هذا المجال.

يُعد التحفيز الكهربائي للدماغ بمثابة مساعدة كبيرة لمرضى البارنكنسون والزهايمر، ولكنّ البحث العلمي مستمر لتأمين مساعدات أكبر في هذا المجال، كما يُمكن قراءة الحالات الدماغية بشكل فوري وتخفيف أعراض الاكتئاب عن طريق التغذية العكسية Feedback.

تُتداول في الفترة الأخيرة المقولة التالية : "سيحسّن التحفيز الكهربائي القدرة على التفكير"، ستشمل هذه المقولة مرضى السكتة الدّماغية على الأقل، فقد نجح الأطباء المتخصصين بالأمراض العصبية بمساعدة المرضى الذين يعانون من فقدان القدرة على الكلام ( الحبسة Aphasie ) بعد سكتة دماغية، وذلك عن طريق بعض التحفيزات الكهربائية على الرأس.

"سيكون لدى أي مريض يعاني من اضطرابات في الكلام فرص جيّدة في تحسين قدراته اللغوية، سيتم ذلك بالاستعانة بتحفيز الدماغ غير الجراحي" هذا ما صرحت به الطبيبة المشرفة Agnes Flöel في مشفى الشاريتيه في برلين في الاجتماع السنوي للجمعية الألمانية للفيزيولوجيا العصبية السريرية والتصوير الوظيفي المنعقد في دسلدورف شهر آذار/مارس المنصرم.

يعاني تقريباً واحد من كل ثلاثة مرضى من فقدان القدرة على الكلام ( الحبسة Aphasie )، حتى بعد عام كامل من السكتة، ويواجه 20% من المرضى صعوبات في التحدث بطلاقة أو في فهم بعض الجمل، "ما تزال طرق المعالجة الحالية ناجحة بشكل جزئي فقط" تقول الطبيبة Flöel ولهذا السبب تقوم الأخيرة بأبحاثها لإيجاد طريقة علاج جديدة بمساعدة تحفيز الدماغ الكهربائي.

ستُثبت طبيبة الأعصاب الكترودات (أقطاب) كهربائية معينة، كتلك التي تستخدم في تخطيط أمواج الدماغ، وسيتم إرسال تيار كهربائي ضعيف لمدة 30 دقيقة إلى الدماغ عن طريق عظم الجمجمة. كانت النتائج أن المرضى قد استطاعوا التعبير عن احتياجاتهم بشكل أفضل من ذي قبل، حتى المرضى الذين يعانون من ضعف الذاكرة لدخولهم في المرحلة الأولية لمرض الزهايمر يمكنهم الاستقادة من هذه الطريقة الجديدة في العلاج.

بعدما أثبت تحفيز الدماغ الكهربائي فعاليته، سيتم زرع الأقطاب، التي كانت قد وضعت على الجمجمة من الخارج، داخل الدماغ وتوصيلها مع ناظم خطى تحت الجلد، الجدير بالذكر أن ناظم الخطى الآنف ذكره قد رُشح لجائزة المستقبل الألمانية Deutscher Zukunftspreis.

"ستحد النبضات الكهربائية من الحركات غير المتحكم بها كالرجفان عند مرضى بارنكنسون وذلك في 90% من الحالات، كما أنها ستساعد المرضى من التحرّك بشكل أفضل" يصرّح بكل سرور الطبيب Alfons Schnitzler مدير معهد العلوم العصبية السريرية في جامعة دوسلدورف. "علاوةً على ذلك يمكننا الآن التحكم عن بعد باتجاه ومدة النبضات الكهربائية التي سنرسلها" يقول الطبيب Schnitzler موضحاً آخر مستجدات البحث.

إضافة لذلك فقد استطاع طبيب الأعصاب بمساعدة هذه الطريقة الجديدة إحراز تقدٌّم جيد مع آثار جانبية أقل، ولكن ما ينقص المشروع لحد الآن تقنياً هو تصغير النظام ككل مع المحافظة على قدرة المعالجة المطلوبة، وذلك لبرمجة الشريحة المزروعة من الخارج بدون أي توصيلات.

ولكنّ أطباء الفيزيولوجيا العصبية لم يكتفوا بطرق التحفيز الكهربائي، بل أبدوا اهتمامهم أيضاً بفك شيفرات الدماغ.
"ماذا تفشي الموجات الدماغية من أسرار الأفكار" تحت هذا الشعار يبحث في الوقت الراهن Rainer Goebe، مدير مركز التصوير الدماغي في جامعة Maastricht.

وقد وظف الأخير جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) ليتمكّن من قراءة أنماط نشاط الحالات الدماغية، تنجح هذه العملية اليوم بالزمن الحقيقي real-time، ويستطيع Goebe أن يري الأشخاص المتطوعين نشاطاتهم الدماغية خلال القيام بالتجربة نفسها!

تساعد هكذا معلومات الأشخاص في تعديل نشاطاتهم الدماغية، كما يستطيعون الآن التحكم بردّات الفعل العاطفية، وبهذه الطريقة يمكنهم التقليل من أعراض الاكتئاب بأنفسهم.

شارك في هذا العمل

أبي حديدعضو

كتابة وترجمة للغة العربية

حقوق النشر والمصادر

المقال الأصلي