كيف أبدأ مشروعاً تجارياً في ألمانيا؟

العمل

وقت القراءة.: 5 دقائق

بعد أن أنهكتنا سنين الحرب، ووفّرت ألمانيا لنا ملاذاً آمناً وفرصةً لتأسيس حياةٍ جديدة بعد حجم خساراتنا الكبير في وطننا الأم سوريا، كان لابدَّ للكثير منا نحن السوريون المهاجرون إلى ألمانيا البدء من الصِّفر.

 متحدِّين كثيراً من الصُّعوبات التي تراوحت بين صعوبات الاغتراب والابتعاد عن الأهل والأحباب من جهة. ومن جهة أخرى التأقلم مع الحياة الجديدة وما يفرض عليها من تبعات تعلُّم اللغة الجديدة وصعوبة التعامل مع الأوراق والبيروقراطية الألمانية.

ونظراً للمستقبل المجهول وعدم قدرتنا على التَّنبؤ بالمدة التي سنبقى بها بعيدين عن وطننا سوريا والحاجة إلى الاستقرار انطلاقاً من كوننا اعتدنا أن نكون شعباً منتجاً لا يرضى أن يكون عالةً على أحد، فإنه من المُستحسن خلال إقامتنا في هذه الغربة أن نستفيد منها بزيادة خبرتنا حتى يتثنَّى لنا العودة إلى سوريا والمساهمة ببنائها.

ومما لا شكَّ فيه أن ألمانيا تعتبر أرضيَّةً خصبة للمُجتهد والطامح إلى تطوير ذاته. إلا أن هذا التطوير يتطلَّب منا أن نبني على أساسات ثابتة وأن نمشي في الطريق السليم للعمل بعيداً عن المواربة أو التَّلاعب أو ما يسمّى بالعمل الأسود. فإن العمل القانوني، أو ما يسمى بالأبيض، كالعمل بوظيفة أو عمل خاص – مشروع تجاري أو صناعي- يضمن لنا الاستقرار وعيش حياة آمنة تُحسب لنا بشكل إيجابي في بلد قد تطول مدة إقامتنا فيه من جهة، ومن جهة أخرى رداً لجميل الشعب الألماني الذي أعاننا على الوقوف من جديد.

قد يكون الدَّخل المادي في السنة الأولى لمن يعمل بالأسود أكبر ممن يعمل بشكل نظامي، حيث أنه سيحصل على المساعدات المُقدَّمة له من الدولة الألمانية بالإضافة إلى عمله.

إلا أنَّه وفي المقابل سيبقى عمله وإقامته في ألمانيا مهدَّدة بأن يخسرها وبالتالي طرده وعائلته إن كان معيلاً من هذا البلد. ناهيك عن بقائه تحت رحمة مكتب العمل الذي قد يُجبره  بعد مدة على العمل بوظائف قد لا تتناسب معه.

وبالمقابل فإن العمل القانوني يوفِّر لنا العيش آمنين وعدم الخوف من استغلال أحدهم لنا وتهديدنا بتقديم شكوى ضدنا وبالتالي يحفظ حقوقنا من النَّصب والاحتيال. قد ينظر البعض إلى أن دفع الضرائب المُقترُِن بالعمل النظامي على أنه خسارة مادية، إلا أنه بمقارنته بالقدرة على تطوير العمل واحتسابه عملاً يهيء لنا سنة بعد سنة فرصة الحصول على الإقامة الدائمة وربما الجنسية الألمانية والتي تكفل لنا ما قدمنا للحصول عليه في هذا البلد وهو الاستقرار والأمان. بالإضافة إلى أن المساعدات من الحكومة الألمانية لا تتوقف حتى يحقق صاحب العمل دخلاً كافياً يوازي ما كان يتلقاه من إعانة مادية من الدولة.

وفي حال تعثُّر المشروع أوعدم نجاحه فإنَّ فرصة الحصول على المساعدة المادية من جديد تبقى متاحةً بسهولة في أيِّ وقت.

انطلاقاً من هذه الأسباب، قرَّرنا أنا وزوجي البدء بمشروعنا التجاري الخاص وهو تجارة الشَّالات والحجابات ومستلزمات الصَّلاة وبيعها عن طريق الانترنت.

كان المعوِّق الأساسي هو كيف أبدأ وكيف أسجِّل عملي بشكل نظامي، وبعد البحث والسؤال، قمت بالخطوات التالية :

  • تسجيل العمل في البلدية Rathaus مع تزويدهم بالعنوان ومعلومات عن طبيعة العمل Gewerbeanmeldung.
  • تسجيل الاسم في المالية Finanzamt والحصول على رقم ضريبي Steuernummer.
  • إنشاء صفحة على الفايس بوك، يمكنكم الإطلاع عليها من خلال صفحتي على الفيس بوك وذلك لعرض المنتجات والأسعار والتواصل مع الزبائن.
  • إنشاء صفحة خاصة بالمشروع على eBay و Amazon وذلك لرغبة العديد من الزبائن بالشراء المباشر والدفع عن طريق Credit Card أو PayPal.
  • تسجيل الاسم في الجمارك Zollamt وذلك في حال الرغبة في الاستيراد والحصول على رقم جمركي EORI-Nummer يجب تسجيل الطلب رقم 870 أونلاين على الرابط التالي (متوفّر باللغتين الانجليزية والألمانية) ومن ثمَّ طباعته والتوقيع عليه ثم إرسال الطلب عبر الفاكس أو الإيميل ( اللغة الانكليزية  |  اللغة الالمانية ).
  • الاستعانة بمكتب مستشار ضريبي Steuerberatung وذلك لتقديم البيان الضريبي آخر السنة والذي يعتبر هاماً لتقديم البيانات الضريبية الصحيحة والمناسبة لطبيعة وحجم العمل.

أخيراً وبعد مشاركتي معكم للخطوات التي توفّر عليكم البحث والسؤال وربما تظهر لكم أن تسجيل العمل بشكل رسمي ليس بهذه الصعوبة، أودّ لفت نظركم إلى أمر ينبغي علينا مراعاته كسوريين ضيوف على هذا البلد،وهو أنّ العمل بشكل قانوني على مستوى الفرد يعطي انطباعاً إيجابياً على مستوى الجماعة ينفي مقارنتنا بمن سبقنا من اللاجئين أو المهاجرين المستغلين لما يقدم لهم في هذا البلد دون الاهتمام بردّ جزء بسيط منه.

المقالات المنشورة على موقعنا Make it German لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

شارك في هذا العمل

هناء قصيباتيصديق \ صديقة المنظمة

كتابة وترجمة للغة العربية

سارة شماععضو سابق

تدقيق اللغة العربية