10 أشياء يجب عليك معرفتها قبل الدراسة في ألمانيا

الحياة العامة

وقت القراءة.: 10 دقائق

تجذب ألمانيا كل عامٍ أعداداً كبيرةً من الطلاب الأجانب؛ وذلك لأن برامجها تتمتّع بالكفاءة العالية والتكاليف المنخفضة. إذا كنت تبحث عن برنامج أكاديمي في ألمانيا فهناك عدّة أمور عليك معرفتها أولاً. 
في الولايات المتحدة الأمريكية يصل متوسّط ديون القروض الطلابية ما يقارب 30.000 دولار، في المملكة المتحدة فيقترب المتوسط من 66.000 دولار وعليه أصبحت الدراسة في الخارج (ألمانيا) جذّابة بشكل متزايد. في هذا الصدد تعتبر ألمانيا واحدة من الوجهات التعليمية المغرية.

تشتهر بلاد الشعراء والمفكرين بأجور الدراسة المنخفضة في الجامعات الحكومية بالإضافة إلى جودة الحياة فيها وموقعها الذي يجعلك على اتصال مع الحضارة والسياسة الأوروبية. فإذا كنت ممن يحملون هوس السفر فهناك العديد من الأمور التي يجب عليك معرفتها قبل القفز على الطائرة المتجهة إلى ألمانيا.

المجانية أمر نسبي

بعد تجارب طويلة وأخذ ورد في الولايات الألمانية ال 16 في موضوع القروض الطلابية الرمزية انحنت هذه الولايات للرأي العام وألغت القروض في الجامعات الحكومية جميعها. ولكن لنكن واضحين في هذا الأمر: الرسوم الدراسية مجانية فقط إذا تقدمت لبرنامج دراسي في جامعة حكومية وحصلت على قبول وتنوي الدراسة في ظروف مماثلة لظروف الطلاب المحليين مع كل التحدّيات الملازمة لهذا الأمر. إنّ برامج الدراسة في المؤسسات الخاصة تقدّم أيضا فرصاً رائعة ولكنّها تبقى مكلفة كما كانت في أي وقت مضى. (ملاحظة: قامت ولاية بادن فوتنبيرغ بتعديل هذا القانون مرة أخرى بالنسبة للطلاب الأجانب فقط حيث يتوجب على جميع الطلاب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي دفع رسوم دراسية تبلغ 1500 يورو في السمستر؛ يُستثنى من هذا القرار الحاصلين على حق اللجوء)

تحكم بميلك للعمل المجهد

إن الفيزا الدراسية الألمانية تحد الطالب بعدد ساعات معين أثناء فترة الدراسة. بالنسبة للطلاب الذين لا يملكون جوازات سفر أوربية، فيسمح لهم ب 120 ساعة يوم عمل كامل أو 240 ساعة نصف يوم عمل في العام. خلال الفصل الدراسي يمكن للطلاب العمل فقط 20 ساعة في الأسبوع وفي المقارنة مع المدن الرئيسية في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية فإن التكاليف المدفوعة مثل أجرة السكن والطعام والتأمين الصحي والمواصلات العامة بعد دفع التكلفة الزهيدة للبطاقة الطلابية الفصلية فإن تكاليف الدراسة في جمهورية ألمانيا الاتحادية تعد الأوفر. في هذا الصدد يمكن للطلاب الحاملين لجواز سفر أوروبي في بعض الحالات الحصول على قرض طلابي (بافوغ) وهو نصف قرض ونصف مساعدة من الولاية بلا فوائد.

قد يُهمك الإطلاع على مقالتنا التفصيلية حول القرض الطلابي هنا
https://www.makeitgerman.com/home/1016104506

أما بالنسبة للطلاب الأجانب غير الأوربيين فقد يكون البافوغ شبه مستحيل إلا في حالات خاصّة جداً. ننصحك هنا ألا تعمل بالأسود (بطريقة غير شرعية) فإنك بذلك تخاطر بأن تستبعد من المدينة في حال القبض عليك.

قدم طلب المنحة كالمحترفين

لحسن الحظ هناك الكثير من المنح الجامعية المتاحة للطلاب الأجانب سواء أكنت مختصاً في الهندسة أو بالفنون أو طالب أدب ألماني. إذا كنت موهوباً في مجالك وكنت حريصاً في طلب التقديم للمنحة فهذا يعني أنه لديك فرصة جيدة لإيجاد مصدر تمويل لدراستك.

على سبيل المثال منحة داد: خدمة التبادل الأكاديمي الألماني المدعومة من الولاية. وتقدم هذه المنظمة عدداً كبيراً من المنح للطلاب الدوليين بالإضافة إلى مؤسسات أخرى. الحصول على واحدة من هذه المنح يمكنه أن يصب في مصلحة الطالب خلال عملية التقديم للجامعات. 

لا تنسَ الاطلاع على المنح المختلفة التي قمنا بالنشر عنها على موقع منظمتنا.

الصراع مع دائرة الأجانب

مالم تكن مواطناً أوروبياً فتوقّع أن تقضي وقتاً طويلاً وأنت تتعامل مع مكتب الأجانب.  إذا كنت طالباً أجنبياً وتم قبولك في برنامج جامعي فإن طلب ومعاملات الفيزا ستسير بشكل سهل نسبياً. والأشخاص الذين يكملون الدرجة الجامعية في ألمانيا يصبحون مؤهلين لتمديد إقاماتهم إلى حوالي 18 شهراً للبحث عن عمل. مع ذلك يجب عليك أن تبقى مستعداً للعقبات غير المتوقعة وافهم جيداً أن أحلامك المثالية ليست ضمن دائرة اهتمام أي شخص داخل البيروقراطية الألمانية. أنت مسؤول عن تنسيق جميع أعمالك واجتياز العقبات المختلفة لتحصل على التأمين الصحي، إثبات استقلالك المادي، إيجاد شقة وتسجيل نفسك في مكتب المواطنين، الحصول على موعد بغاية تقديم طلب الفيزا وتنظيم جميع وثائقك. بالنسبة للطلاب من الدول النامية تصبح هذه العملية أكثر تعقيداً بكثير وتبدأ من تقديم الطلب على الفيزا في السفارات الألمانية.

يجب أن تصبح بطل الأعمال الورقية

البيروقراطية الألمانية هي ظاهرة حياتية واقعية؛ حتى أنك ستحتاج أن تحتضن أوراقك بشكل عام. قم بتعويد نفسك على التعامل مع العقود والخطابات الرسمية واللغة البيروقراطية. احتفظ بنسخ من كل شيء. كن منظّماً بطريقة لا تشوبها شائبة وسريعاً في التعامل مع المستندات فهذا من شأنه أن يقلب الموازين لصالحك في أي من المواقف؛ من صراع الحصول على الفيزا إلى الحصول على شقة جميلة إلى طلب تخفيض أجرة السكن في حال انتهاك أحد الأشخاص حقوقك. "إذا واجهوك بالكثير من الأوراق الرسمية عد لهم بضعفي هذه الأوراق"

تقول “ليا سكوت” طالبة التخرج في جامعة برلين ومخضرمة في حرب الأعمال الورقية: “إن إرباكهم بالأعمال الورقية وغمرهم بها هي بالضبط استراتيجيتي في ألمانيا.”

التحدث بالألمانية سيساعدك للغاية

من المؤكد أن العيش في المدن الألمانية الكبيرة يمكن أن يجعلك تنجو (تمارس مهامك اليومية) من دون الحاجة للغة الألمانية بالأساس كما أن هناك الكثير من البرامج الجامعية المتاحة باللغة الإنجليزية. لكن على الرغم من ذلك فإن كل جانب من جوانب الحياة أثناء عيشك في الخارج سيكون أسهل بمراحل في حال امتلاكك لمهارات لغوية جيدة؛ ابتداءً من تعاملك مع موظّفي الحكومة وانتهاءً بتكوين صداقات مع أشخاص محليين. وفي حال قررت البقاء في البلد من أجل العمل فإنّ تحدثك بالألمانية سيعطيك الأفضلية الحاسمة في سوق العمل. إن الصورة المأخوذة عن اللغة الألمانية غير واقعية فهي لغة محبّبة وسهلة نسبياُ بالنسبة لمتكلمي اللغة الإنجليزية الأصليين.

الجامعات الألمانية لن تمسك يدك وتعينك

إليك تجربة من الجامعات الأمريكية الخاصّة:

مجرد أن تضع 5.000 دولار في العام ستتلقى فوراً جميع أنواع الخدمات "المجانيّة" من تسهيلات لعمليات غسيل الثياب إلى الحصول على الترفيه والخدمات الطبية داخل الحرم الجامعي، من مشرفي قسمك إلى مركز الطلاب ومكتب السكن ستجد كل الموظفين يعملون من أجل راحتك وستحصل على جميع الفرص في حرم جامعتك. إذا فوتّ الكثير من الدروس فهناك شخص ما في صفك سيلاحظ ذلك ويستفسر عن الأمر أو يعرض تقديم المساعدة.

الوضع ليس كذلك في ألمانيا، كل شيء يقع على عاتقك لتجد حلولاً. أن تنجو بنفسك في مدينة غريبة تهتم بمحاضراتك وتدرس بجد. إذاً أنت ستحصل فقط على ما تستحقه. من المهم معرفة أن بعض الصفوف الدراسية تشبه بطريقتها نظام الفنون الليبرالية التفاعلية و تهتم بالمشاركة والواجبات المنزلية ولكن عدداً كبيراً من الصفوف الدراسية يُعلّق كامل الدرجة على آخر امتحان أو ورقة قدمتها .

السكن الطلابي ممل!!

بعض الجامعات الألمانية لديها سكن طلابي رسمي خاص به وهو مثالي إلى حد ما سواء أكان في المدينة الطلابية أو في بناء مستقل قد يكون بشكل غرف أو شقق بغرف منفصلة. هذه الخيارات هي في الحقيقة ليست أكثر الشقق جاذبية ولا أفضل فرصة للحصول على حياة اجتماعية ممتازة. جِد شركاء سكن هذا سيساعدك على تطوير لغتك الألمانية.

تستطيع التقديم للسكن في شقة مشتركة مفعمة بالحياة وهي تعرف في ألمانيا باسم WG أو ما يسمى Wohngemeinschaft. إنّ العيش في WG مع الألمان هي استراتيجية رائعة للقاء سكان محليين وتوسيع دائرة أصدقائك بسرعة كبيرة ناهيك عن تطوير مهاراتك اللغوية. ومن الممكن أن يغدو الحصول على غرفة في سكن WG تحدّياً إذ يمكن أن يتم قبول طلبك للسكن من أول مقابلة تجريها أو قد يأخذ الموضوع أشهراً. في كل الأحوال الموضوع يستحق أن تصارع لأجله. يمكن أن تجرب هذه المواقع كبداية:

لست أول من يحاول القيام بذلك

إن الدراسة والتعلم في الخارج تتضمن الكثير من المسؤوليات وفي بعض الأحيان قد تشعر بأنك لوحدك تماماً في مواجهة الكثير من التحديات الصعبة والمحيرة للغاية ولكن لا تخف. إذا قمت بهذة المخاطرة وانتقلت إلى ألمانيا فأنت تتبع خطى الكثيرين من المسافرين الذين أخذوا نفس الطريق قبلك.

مهما كانت المشاكل الحالية التي تواجهك من التقديم للفيزا إلى دفع الضرائب إلى فهم أصدقائك الألمان فإن هناك شخصاً ما بالتأكيد قد قام بطرح نفس الاستفسار المتبادر إلى ذهنك في https://www.toytowngermany.com/forum/ وبدأ نقاشاً حوله لذلك من المهم جداً أن تتأكّد أنك قمت بعملية بحث فعالة وقرأت الكثير من الاستفسارات والمقالات قبل أن تطلب نصيحة من أحد ما. بعض الأشياء قد تثير غضب أولئك الذين يبحثون عن المعلومات المفيدة؛ لعل أهمها حين يكون عدد التعليقات الساخرة أكثر من التعليقات الجادة ذات الفائدة المرجوة. إذا كنت تستخدم هذه المنتديات بحكمة، فستجد بحراً لا ينتهي من المعلومات المفيدة.

نلفت نظرك لبحر المعلومات الموجود على موقعنا المتعلق بالحياة والدراسة في ألمانيا.

تحذير هام: يمكن أن ترغب بالبقاء للأبد

تعليم مجاني؟ ممتاز! إذا كنت شخصاً ذكياً وجريئاً ويعرف كيف يحصل على أفضل ما يمكن من الحياة إذاً يمكنك أن تسترخي في ألمانيا لعدد من السنين وتقتنص درجتك الجامعية، ثم تعمل لفترة من الزمن ومن ثم تعود لبلدك لتصنع القليل من المال صحيح؟ ربّما!

أو يمكنك أن تحب ألمانيا كثيراً!!

عندها سيتوجب عليك أن تواجه معضلة هامّة فإمّا عليك أن تقول وداعاً Tschüss لبلدك الأم! أو أن تمزّق قلبك من جذوره وتخرج من هذه الأرض المبهجة أو أنّ مكتب الأجانب سيفعل ذلك نيابة عنك إن لم تستطع إيجاد عمل ملائم. بطريقة أو بأخرى حالما تقع في حب هذه الأرض لن يكون هناك طريق عودة. ستصبح مثل David Bowie الذي كتب أغاني الحب لبرلين حتّى بعد 35 سنة من مغادرته لها ولكن يوجد مشاكل أسوأ بكثير مثل أن تصبح مجبراً على تسديد مبالغ ضخمة من الديون الطلابية. لذلك اعرف جيدا ما أنت مقبل عليه.

شارك في هذا العمل

فادي أحمدعضو

كتابة وترجمة للغة العربية

محمود المغربيعضو

تدقيق اللغة الألمانية \ الإنجليزية

محمد صوافطهعضو

تدقيق اللغة العربية

حقوق النشر والمصادر

dw.com