أنس الحكيم

شخصيات ناجحة

وقت القراءة.: 5 دقائق

أنس الحكيم، شاب سوري معروف من قبل الكثيرين من الطلاّب المقيمين في ألمانيا، يمتلك من حس الفكاهة وخفّة الظل قدرًا كافيًا ليجعله يتربّع على قلوب الكثيرين ممن عرفوه.
وُلٍد أنس في دمشق عام ١٩٩١، وبدأ دراسته في جامعة برلين التقنية في اختصاص الهندسة المعلوماتية، ويفصله عن إتمام دراسته الجامعية بضعة أشهر.

 إنّ حب الاستقلالية، وحريّة الحركة دفع أنس لحزم أمتعته ومغادرة سورية في عام ٢٠١٣. وعلى الرغم من المصاعب والتحديّات التي واجهها، فقد انخرط بشكل كبير وفعّال في العمل الاجتماعي، حيث قدّم الدعم لكثير من القادمين الجدد الى ألمانيا كالالتحاق بالجامعات الألمانية والمؤسسات التعليمية على وجه الخصوص. ومن أبرز مساهماته التي تمثّلت بدعمه للأفراد بالاندماج في المجتمع الألماني كان تأسيسه إلى جانب بعض من أصدقائه منظمة MiG في عام ٢٠١٧ حيث شغل منصب رئيس مجلس الإدارة لمدة ثلاثة اعوام متتالية. وعلى الرغم من التحاقه بكلية المعلوماتية إلا أن خبرته العمليّة وانخراطه في سوق العمل يعود الى عدد من السنوات الماضية، فتعود باكورة أعماله البرمجية إلى ٢٠١٠ حينها كان يبلغ من العمر ١٩ عامًا فقط. وما يزال إلى الآن يعمل لحسابه الخاص كمصمم جرافيك ومطوّر ويب (للاطلاع على موقعه الخاص يرجى الضغط هنا).

 كان أنس ذو الإرادة الفولاذية وما يزال مصدر إلهام لمن حوله. ومن أكثر العبارات الملهمة الي يردّدها " ليس لدي جذور فأنا لست شجرة " للدلالة على مرونته في التأقلم والتكيّف مع ظروف الحياة المختلفة، وأيضًا "الشخص العاجز هو من لا حلم لديه". أذكر في إحدى المرات عند إشادتي بإعجابٍ بكيفية تعامله بقضية ما، قال لي إنه تعلّم هذا من والده (رحمه الله)، حيث قال: "ما حدث وأن نكون في مأزق ما إلا ويقول والدي الآن لدينا هذه المشكلة، فلنفكّر ما هي الحلول الممكنة لها" إن التفكير الإيجابي والتركيز على إيجاد الحلول لأيّ صعوبة تعترض طريقه دون الوقوع رهينة للمشكلة بحد ذاتها كان وما يزال النهج الذي يتبعه أنس في حياته اليومية. أما عن والدته (حفظها الله) فقد ورث عنها طول البال، والصبر، وعدم الاستسلام لأي كان.

 أما عن أحلامه وأهدافه، فيقول إن حلمه قد تحقّق وهو يعيشه بشكل يوميّ. فحين كان يقيم فيه في سورية كان حلمه السفر إلى ألمانية ودراسة المعلوماتية. يتضمن هدفه ركيزتين أساسيتين يسعى بجد لتحقيقهما هما تأسيس حياة مشتركة مع شريكته المستقبلية، بالإضافة الى العمل الذي يضمن له حياة رغيدة.

 أما عن نصيحته الشخصية المبنية على خبرته العملية والعلمية لكلّ من يودّ دخول عالم تصميم المواقع أو برمجتها، فهي بالدرجة الأولى الفهم الكافي للفروقات بين المجالين السابقين وتحديد أي مجال منهما يجذب اهتمام الفرد بالإضافة للمهارات التي يجب العمل عليها وتنميتها. وبناءً على ما سبق ذكره يجب التفريق فيما يلي:

تصميم المواقع Web Design أو ما يدعى بالمصطلح التقني Front-End

يتمثل هذا الاتجاه بشكل الموقع أو ما يدعى ب Layout ، حيث يعتمد على ركيزة أساسية تتمثل  بالشكل، والألوان، والتقسيم، وهيكلية الصفحة بشكل عام. وما يتوجّب على الفرد تعلّمه بهذا المنحى هو  HTML , CSS , JavaScript.

ومبرمج المواقع Web Developer ومصطلحها التقني Back-End

وهو ما يحدث وراء الكواليس من عمليات منطقية، ويتمثل بالربط مع قاعدة البيانات أو أي مصدر للمعلومات سواء حفظ أو قراءة أو كتابة أو تعديل أو حذف. ويعد هذا المنحى برمجيًا بحتًا وهنا يجب التمييز بين هذين النظامين ولغات البرمجة الخاصة بهما:

  • نظام Linux المرتبط بلغة PHP
  • نظام Windows المرتبط بلغة Net

وقد نوّه أنس بأن لغة  JavaScript التي تعتبر بالأصل Front-End، قد أصبحت حديثاً أيضًا تستخدم في Back-End من خلال ما يدعى Node JS.

Full Stack

وهو ما يتمثل بإتقان التصميم والبرمجة معًا (أي ما ينطبق على صديقنا أنس)، وهذا الأمر لا يمكن اكتسابه بشكل فوري وإنما يحتاج إلى سنوات عديدة من الخبرة والتطوير. وعلى صعيد العمل، فتقوم الشركات بطلب موظف Full Stack أو موظفين اثنين أحدهما Back والآخر Front.

أما بالنسبة للمواقع والمصادر التي يمكن التعويل عليها في هذا المجال فهي:

للأساسيات وفهم المبادئ w3schools

محرك بحث stackoverflow حيث يعتبر بمثابة منتدى للمبرمجين  

بالإضافة لمحرك البحث غوغل واليوتيوب، حيث تتوفر الكثير من الفيديوهات التعليمية وبمختلف اللغات.

حظي أنس على اهتمام إعلامي كبير، فعلى سبيل المثال قامت BBC في عام 2017 بنشر تقرير أعدته عن كيفية تغلّبه على الصعاب وقيامه بتأسيس منظمة MiG غير الربحية. وفي عام 2018 تمت استضافته في برنامج  ضيف وحكاية الذي تقوم قناة DW العربية ببثه. وفي العام ذاته تمت دعوته ليحل   ضيفاً في TEDxMünster. والجدير بالذكر أن وقوفه على المنصة وسرده حكاية حياته كاملة كان لها الوقع الخاص جداً لديه. إن الدعوة للمشاركة أمر بحد ذاته مدعاة للفخر، إلا أن ما كان يعنيه فعلًا هو كسر الصورة النمطية لذوي الاحتياجات الخاصة عند الكثيرين، فكانت رسالته تتلخص بأن الإنسان يٌعرَف فقط بما لديه من إمكانيات ومن مقدرة على الحلم والعمل الجاد لتحقيق الأهداف.

وقد قامت مؤخراً WDRforyou بإعداد تقرير عنه، الذي تم نشره في ال 29 من الشهر الماضي، والذي نرفقه لكم هنا. مشاهدة ممتعة نتمناها لكم أصدقاءنا المتابعين.

من كامل فريق MiG كل الحب والفخر والشكر لصديقنا أنس الحكيم.

شارك في هذا العمل

أميرة زين الدينعضو

كتابة وترجمة للغة العربية

مرام البيكعضو

تدقيق اللغة العربية

حقوق النشر والمصادر

anasalhakim.combbc.comTEDxMünsterDW عربيةWDRforyou