نصائح للطلبة الراغبين بتأسيس عمل خاص خلال فترة الدراسة الجامعية

العمل

وقت القراءة.: 6 دقائق

هل تطمح لتأسيس عملك الخاص، أو إنشاء شركتك الخاصة خلال فترة الدراسة الجامعية؟ إليك هذه النصائح الأساسية كطالب.

العمل بشكل مستقل، أن تكون رئيس عملك، تطبيق فكرة معينة وتحويلها لمشروع واقعي بشكل ناجح، كل ما سبق يبدو مثيراً، وممتعاً، لكنه في الحقيقة مرتبط بالكثير من الجهد، والمثابرة لتحقيقه. إذا كنت ترغب بتأسيس شركتك الخاصة خلال فترة الدراسة الجامعية، فلا بد من الانتباه لعدة نقاط وأمور. هذا ما يخبرنا عنه نورمان كروغر الذي لا يدرس فقط اختصاص إدارة الهندسة الاقتصادية بدرجة الماجستير حالياً، بل أيضاً يعمل بمركز قيادي في منظمة START Berlin، والتي تعتبر مبادرة طلابية لدعم الطلاب الراغبين بتأسيس عمل خاص بالتزامن مع فترة الدراسة الجامعية. 

ما الذي يجب توافره في الشخص حتى يستطيع تأسيس شركة بشكل ناجح؟

يقول نرومان كريغر: أهم الأشياء من وجهة نظري هي الحماس لتطبيق فكرة المشروع، والجاهزية للاعتراف بالأخطاء في حال حدوثها، والشجاعة لسلوك طرق، أو أساليب جديدة لتحقيق نجاح الفكرة. سيكون من الصعب تطوير الأفكار جديدة، أو اكتشاف فرص حقيقية تضيف قيمة. لسوء الحظ لا توفر الجامعات المصادر، أو المعلومات الكافية حول هذا الموضوع. 

كيف يحصل الشخص على المعلومات أو المعرفة الكافية حول موضوع تأسيس العمل الخاص؟

من المهم طبعاً معرفة الأسس القانونية، والإلمام بالعلوم النظرية المتعلقة بتأسيس الشركات، وذلك من المناهج والكتب. لكن أيضاً من المهم بناء شبكة من العلاقات العامة خارج نطاق الجامعة، وذلك لتحسين مهارات التفكير كصاحب عمل، ولإدراك فرص بناء، وإدارة شركة بشكل ناجح، وهذا ما لا يتعلمه الشخص في الجامعة، وإنما بفعله وتطبيقه على الواقع.

ما هي فكرة العمل؟

فكرة العمل هي فكرة لا بد لها أن تضيف قيمة جديدة حقيقية للزبون، وتحل مشكلة معينة. كلما كان حجم المشكلة كبيراً، وكلما كان حلها بسيطاً تكون فكرة العمل أفضل، وذات فعالية، ونجاح أكبر.

(قد يُهمك الإطلاع على مقالاتنا التفصيلية حول  دليل إعداد خطة العمل للمشاريع الصغيرة ، وكيف أبدأ مشروعا تجاريا في المانيا )

كيف أحصل على التمويل المالي لتطبيق فكرة المشروع؟

التمويل المالي يعتبر من أهم، وأول الأمور التي يجب التفكير بها في حال الرغبة بتأسيس العمل الخاص. كطالب يرغب بتأسيس شركة الغالب أنك لا تملك رأس المال الأولي، والكافي لتأسيس الشركة، وهذا ما يحتم عليك الحصول على مساعدة مالية، أو قرض مالي. في ألمانيا يوجد أكثر من مائتي برنامج تمويلي لمساعدة، وتمويل مؤسسي الشركات الحديثة. وإليكم المثال التالي على ذلك.

EXIST-Gründstipdendium

عندما يكون لديك فكرة مشروع تجاري طموحة، ومبدعة، وترغب بتحقيقها بمساعدة، أو بالتعاون مع احدى الجامعات، أو مؤسسات البحث العلمي في ألمانيا، فبإمكانك الاستعانة ببرنامج Exist-Gründstipendium التمويلي، والمدعوم من قبل وزارة الاقتصاد والطاقة BMWi. هذه المنحة تقدم دعم مالي لمدة سنة بمقدار 1,000 يورو شهرياً للطالب، بينما المتخرجين حديثاً من الجامعة يحصلون على 2,500 يورو شهرياً. بالإضافة لحوافز مالية للبرامج التدريبية. لكن للحصول على هذه المنحة ينبغي لفكرة المشروع ألّا تندرج تحت بند المهن الحرة، ولا بد لها أن تكون فكرة خدمية جديدة تستقطب نسبة عالية من المستخدمين والزبائن، أو تقدم منتج تقني جديد. طلب التقديم على هذه المنحة يتم حصراً عن طريق الجامعة التي يدرس بها الطالب.

Förderung unternehmerischen Know-Hows

يعود الدعم المقدم من البرنامج التمويلي Förerund unternehmerischen Know-Hows للمكتب الإتحادي للاقتصاد والرقابة على الصادرات. ولكن الدعم المقدم من هذا البرنامج موجه حصراً لسداد جزء من تكاليف الأمور الإستشارية المترتبة على الشركة الناشئة. هذا البرنامج موجه للشركات التي تم تأسيسها بالفعل، ولم يمض على تأسيسها أكثر من عامين. هذا البرنامج لا يدعم دفع تكاليف الأمور الإستشارية قبل إنشاء الشركة. وقد يتحمل هذا البرنامج سداد ما مقداره ٥٠ إلى ٨٠ بالمائة من إجمالي تكاليف الإستشارات.

ما هي الإيجابيات والسلبيات في العمل بشكل مستقل كطالب؟

الإيجابيات

  • الدخل المالي: عندما يبدأ مشروعك بالإنتاج، وتحقيق الربح سيكون لديك كمؤسس لهذا المشروع دخل إضافي إلى جانب دراستك الجامعية.
  • أوقات العمل: عندما تكون رب عملك الخاص، فهذا يعني ببساطة أنه لا يوجد لديك أوقات عمل ثابتة أو محددة، فيمكنك تقسيم وقت العمل كما يحلو لك، ولا تحتاج لتقديم طلب الحصول على إجازة  من أحد.
  • زيادة الكفاءة أو الأهلية: كصاحب عمل مستقل ستتاح لك الفرصة بالحصول على الكثير من الخبرة والكفاءة المهنية، والتي يرافقها تحمل مسؤولية كبيرة أكثر مما في حال كنت تعمل لدى أحدهم.
  • كتاب التوصية: تأسيسك عمل مستقل بجانب دراستك الجامعية سيكون ذو تأثير إيجابي على سيرتك الذاتية، فمن خلال استقلالية العمل أنت تثبت للآخرين وجود سمة المبادرة الشخصية لديك وتثبت رغبتك في تطوير عملك الخاص.

السلبيات

  • وقت الفراغ: صحيح أنك كرب عملك الخاص تختار بنفسك أوقات عملك، لكن لا بد من استغلال الوقت الكافي في العمل لتحقيق النجاح، وهذا ما سيقلل من ساعات الفراغ أو الراحة لديك.
  • عبء مزدوج: حيث أنه بجانب تأسيسك العمل الخاص سيتوجب عليك متابعة دراستك الجامعية، وهذا ما سيشكل عبئاً مضاعفاً عليك، لكن من الممكن تجاوز هذه العقبة بالانضباط، والمثابرة.
  • شروط عامة: الشروط العامة لتأسيس العمل المستقل في ألمانيا معقدة بعض الشيء، فعلى سبيل المثال : القوانين الضريبية المعقدة، والإجراءات البيروقراطية، ومسك دفاتر الحسابات قد تصعب من سير العمل.

إليكم بعض الأمثلة لأشخاص تمكنوا من تأسيس عملهم خلال فترة الدراسة الجامعية، وتتصدر شركاتهم اليوم المراتب الأولى محلياً، وعالمياً:

  • مارك زوكيربيرغ: خلال فترة دراسته الجامعية بدأ مارك بتأسيس وبناء موقع التواصل الإلكتروني الشهير فيسبوك، وهو اليوم من أثرى أثرياء العالم.
  • جي داتا سوفتوير أي جي: وهي شركة مختصة بإيجاد الحلول في مجال الأمن المعلوماتي. كانت هذه الشركة شركة طلابية في البداية لكنها اليوم تعتبر من أهم الشركات في مجال حلول الأمن المعلوماتي عالمياً.

في نهاية هذا المقال المختصر علينا ألّا ننسى الجهد البيروقراطي الذي لا يُستهان به المرتبط بعملية تسجيل شركتك الخاصة. ابحث بشكل موسّع قبل الإقدام على أي خطوة ولا تعتمد على مصدر واحد للمعلومة. تستطيع خوض هذه الرحلة الطويلة الممتعة بنجاح إذا رافقتها بالكثير من التخطيط والعمل الجاد!

شارك في هذا العمل

حامد شربجيعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

أبي حديدعضو

تدقيق اللغة الألمانية \ الإنجليزية

أيمن فرهود نعيمعضو

تدقيق اللغة العربية

حقوق النشر والمصادر

unicum.defirma.de