سلسلة نصائح الكتابة الأكاديمية – الجزء الثاني

الدراسة

وقت القراءة.: 5 دقائق

عملية الكتابة (Der Schreibprozess)

بينما أنت الآن جالس على مكتبك وقد عصفت ذهنك و قررت ما هو موضوعك الذي تود الكتابة عنه، أمامك ورقتك البيضاء الفارغة أو شاشة حاسوبك تنتظر منك الجملة الأولى التي تخطها ولكنه ليس بالأمر السهل أبداً، بل هو من أصعب الأمور في عملية الكتابة لهذا نقدّم لك في هذه المقالة بعض النصائح التي ربّما تساعدك قليلاً. عندما تكون على وشك البدء بكتابة أول تقرير علمي لك، من المهم أن تضع في اعتبارك أن القليل جدًا يمكنه كتابة جمل صحيحة بشكل كامل لذلك لا تخف من الأخطاء القواعدية أو الاملائية في النص، الشيء الرئيسي والمهم هو وضع الحقائق على الورق وصياغة الأفكار بشكل سليم ومتسلسل. لا تخف ليس عليك ملء الصفحة؛ في الواقع ستكون عملية الكتابة هي نفسها كما هو الحال مع المؤلفين الآخرين: تكتب أولى صفحاتك، ثم تقوم بمراجعتها تبدأ بعدها بكتابة الفصل الأول لتعيد قراءته من البداية وهكذا حتى تصل إلى الفصل الأخير حينها تقوم بمراجعة نصك بالكامل لأن الكتابة تعني دائمًا المراجعة والإعادة وتصحيح الأخطاء.


وضع جدول وخطة للكتابة (Fahrplan für die Arbeit bereitlegen)

في البداية وقبل أن تبدأ بكتابة مقالك أنشئ جدولك، رتّب أفكارك وارسم خطتك التي سوف تسير عليها وكن على يقين بأنّ تلك الخطة هي بوصلتك التي تعيدك لصلب الموضوع إن تهت عنه وبدأت أفكارك بالتشتت، كن صارمًا مع نفسك واتّبع الخطّة المرسومة، ولكن ضع في حسبانك أنك قد تحتاج لتغييرها لاحقاً إن لزم الأمر. حتى تتأكد أن العمل لن يخرج عن نطاق السيطرة خلال الكتابة، أنصح بأن تكون خطتك مطبوعةً بشكل مثالي، ملونةً و ملصقةً بجانبك لتكون دليلاً ومرشداً لك. يجب عليك أيضاً من البداية تحديد المراجع المستخدمة في تقريرك وإلا سينتهي بك الأمر في حالة من التشتّت والفوضى حيث يجدر بك قبل البدء تحديد المراجع التي تحتاجها ووضع علامة على الاقتباسات الحرفية التي تحتاج تضمينها لاحقًا في النص. نصيحة أخرى: بصرف النظر عن موضوع مقالتك، لديك بضعة أشهر فقط لتقديم أطروحتك العلمية. لذلك لا تقارن نفسك بالمؤلفين أو المختصين ذوي الخبرة، ستكون مقارنة غير عادلة لك، قد يستغرق الأمر منهم عدة سنوات لإنهاء كتاب وربما تعديله وتنقيحه عدة مرات وإن كان ولا بد من المقارنة كنوع من التحفيز فالوجه الصحيح لها هو المقارنة مع أمثالك من الطلاب.


الوقت المناسب للمقدمة

المقدمة هي البداية لأي مقال علمي أو تقرير أو كتاب، ولكنها ليس بالضرورة الخطوة الأولى من الكتابة. يختلف اختيار وكتابة المقدمة من شخص لآخر، البعض يرى في تحديد المقدمة من البداية أساساً لإمكانية طرح الأسئلة و تحديد هدف المقال وبنيته بوضوح. والبعض الآخر يفترض بأنه من الأفضل اختيار المقدّمة لاحقاً. إذا كنت تواجه صعوبة في البدء بالمقدمة، فمن الأفضل البدء في الفصل الثاني والمتابعة حتى تتمكّن من تفادي التشتت وضياع الأفكار ثم العودة لكتابة المقدمة. في كلتا الحالتين ستعود لإلقاء نظرة على المقدمة لمراجعتها أو حتّى تغييرها.


هل طرأت لديك مشكلة؟

من المحتمل أن تصل لمرحلة تتوقف أفكارك فيها عن التدفق أو تفقد القدرة على صياغة الأفكار بشكل صحيح وربما قد تصل إلى طريق مسدود، من الأفضل أن تأخذ استراحة بدلاً من التحديق في الشاشة. عليك أن تتوقف وتفعل شيئًا مختلفًا تمامًا لتصفية ذهنك، اذهب في نزهة على الأقدام، ارقص أو قم برحلة قصيرة عفوية خلال عطلة نهاية الأسبوع أو أي شيء آخر يساعد على إعادة شحذ همتك. هذا ليس مضيعة للوقت أو هروبًا من العمل، ولكنه جزء من عملية الكتابة. في حال استحالة إيجاد طريقك مرة أخرى للكتابة، يمكن للتالي أن يساعدك: بدلاً من الاستمرار في لوم نفسك، اكتب أي شيء يمر برأسك، بغض النظر عن مدى سوء الفكرة التي تظنها حيث أنها غالبًا ما تؤدي إلى فك العقدة وعودة الأفكار إلى الانسياب من جديد، على أيّة حال أي فكرة ستضعها على الورق هي فكرة قابلة للحذف والمراجعة والتعديل.إنشاء جدول زمني والالتزام به: (Zeitplan)

في بداية العمل، يجب عليك وضع جدول زمني مع محاولة الالتزام به، متى يجب الانتهاء من الفصل الثاني؟ متى يجب عليك البدء بالفصل الثالث؟ بهذه الطريقة يمكنك البقاء مسيطراً على آلية العمل والتنظيم الصحيح للجدول الزمني دون الحاجة للشعور بالذنب في حال احتجت إلى استراحة مفاجأة. أنت المسيطر هنا وبيدك زمام الأمور وليس العكس، أي فصل تنتهي من كتابته تستحق مكافأة عليه. حفّز نفسك، فكّر بإيجابية واكتب بضع كلمات من شأنها أن تشحذ همتك لاحقاً. نصيحة أخيرة: حقيقة أنك يجب أن تقوم بعملك الأكاديمي الخاص لا يعني أنه يجب عليك حبس نفسك في غرفة هادئة، ستكون فكرة جيدة الاستعانة بزملائك الطلاب أو أصدقائك في حال واجهتك مشكلة ما. ستكتشف غالبًا أنك لست الوحيد الذي يواجه مشكلة متعلقة بالكتابة، وأن الآخرين قد نجحو أيضاً في إيجاد الحلول. حتى إن كانت الأمور تسير على مايرام، لكنك ستكتشف أن المشاركة مع زملائك الطلاب أمر مفيد إذ سوف يساعدك على تقييم موقفك وتحديد ما يمكنك تحسينه مستقبلاً.

شارك في هذا العمل

راما اسعيدعضو

كتابة وترجمة للغة العربية

محمد صوافطهعضو

تدقيق اللغة العربية

فادي أحمدعضو

تدقيق اللغة الألمانية \ الإنجليزية

حقوق النشر والمصادر

Wissenschaftliche_Texte