في عشق القهوة (الجزء الأول)

منوعات

وقت القراءة.: 4 دقائق

في هذه الفكرة سنتعرف على أسرار عشق القهوة من الناحية العلمية وكيفية تأثير مادة الكافيين على حياتنا وعلى نشاطنا اليومي.

يُعتبر الكافيين أكثر المنبهات المستخدمة في حياتنا اليومية، ولعلّك أحد أولئك الذين لا يستطيعون بدء يومهم من دون فنجان قهوتك مع الاستماع لتغاريد فيروز الشجية. لكن ما أن يسألك أحدهم عن سبب التأثير المنبه للقهوة حتى تهلع قائلاً : "لأنو فيها كافيين !".
لكن هل فكرت يوماً كيف يؤثر الكافيين أساساً على يقظتك ؟

من المعلوم أن اليقظة أثناء العمل أو القيادة، أو بالأحرى في جميع المواقف التي تستدعي تركيزاً وسرعة في ردة الفعل، لها أهمية كبيرة. ويستطيع أي منا أن يؤثر في التتابع الطبيعي بين النوم والصحوِ الخاص بجسده بشكل جزئي عن طريق استخدام منتجات مناسبة لذلك، والتي لا تخلو بالطبع من التأثيرات الجانبية، ومحور مقالتنا اليوم هو الكافيين الذي يعتبر أحد اقدم المنبهات وأكثرها فاعلية وأفضلها من ناحية تقبل الجسم لها.

يتم امتصاص الكافيين بصورة بسيطة في المعدة، لكن النسبة الأكبر يتم امتصاصها في الأمعاء.
بعد الامتصاص يقوم الدم بإمداد مختلف أنسجة الجسم به.
وجدير بالذكر هنا أن سرعة الامتصاص تعتمد على نسبة امتلاء المعدة. فإذا كنت قد تناولت وجبة دسمة سيحتاج جسدك إلى بضع ساعات حتى يتم هدم مكوناتها ونقلها الى الأمعاء. وبالتالي تزيد مدة " مكوث " الكافيين في المعدة وسيحتاج وقتاً أطول ليتم امتصاصه كلياً.
كما يؤثر الحليب بنفس الطريقة خصوصا عند إضافته للقهوة، حيث يُعتبر الحليب قلوياً وغنياً بالبروتينات، وسكر الجلاكتوز والدهون، والذي يؤدي إلى "مكوثه" في المعدة وقتاً أطول حتى يتم هدم مكوناته.

والآن بعد نقله عن طريق الدم يتم إيصاله لخلايا وأنسجة الجسم والجهاز العصبي في أقل من 5 دقائق، ولكن يرتبط ما يقارب ثلث كمية الكافيين في بلازما الدم ببعض البروتينات وأهمها هو بروتين الألبومين [ الزلال ] وبالتالي لا تظهر كمية الكافيين هذه أي فعالية تنبيهية. ويُلاحظ عند الكبار في السن والذين تكون عندهم عملية بناء البروتينات أبطأ ممن هم أصغر سناً أن بلازما الدم عندهم تحتوي على كمية أقل من البروتينات وبالتالي تكون عندهم نسبة الكافيين " الحر " في الدم أكبر وبالطبع يؤدي ذلك الى تأثير أقوى.

يعتمد مدى ومدة تأثير الكافيين على سرعة هدمه في الكبد، حيث توجد أنزيمات تقوم بتكسير جزيء الميثيل في الكافيين المسؤول عن تواجده في الحالة المفعلة.

لكن يمكن القول بشكل عام أن كمية الكافيين في الدم تقل إلى النصف بعد مرور 4 ساعات تقريبا.ً ويختلف نشاط هذه الأنزيمات الهادمة في الكبد من شخص إلى آخر وتتأثر بعوامل البيئة المختلفة. كما يتم زيادة تفعيل هذه الإنزيمات عن طريق مركبات الهيدروكربون العطرية متعددة الحلقات "وهي جزيئات عضوية تحتوي على أكثر من حلقة بنزين" والتي تتواجد في دخان السجائر بشكل خاص مما يؤدي لتعجيل عملية "طرد" الكافيين من الجسم عند المدخنين مقارنة بغير المدخنين.

أما بعض الهرمونات مثل اللإستراديول (Estradiol - هرمون يتم إنتاجه في المبايض عند الإناث ومتواجد في حبوب منع الحمل) فلها تأثير مخالف، حيث تقوم بإبطاء نشاط الأنزيم عن طريق إشغال هذه الأنزيمات في هدمها، أي أنها " تقلل " من عدد الإنزيمات " الحرة " والتي بدورها تهدم الكافيين، بالتالي " يمكث " الكافيين في الجسم لمدة أطول. لهذا السبب يمكن القول أنه يكفي للمرأة الحامل فنجان واحد من القهوة ليوم كامل. ويجب التنويه أن الكافيين ينتشر بسهولة في جميع الأنسجة وبالتالي يكون تركيزه في دم الجنين مشابهاً لتركيزه في دم الأم ولهذا يُنصح للمرأة الحامل التقليل من استهلاك منتجات الكافيين.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية الجزء الأول من هذه المقالة، سنكمل إبحارنا قريباً في عشق القهوة (الجزء الثاني) في كيفية تأثير الكافيين على حالة اليقظة بالإضافة إلى مفاجئات أخرى .. فابقوا معنا!

شارك في هذا العمل

محمد يزن اسماعيلعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

أبي حديدعضو

تدقيق اللغة العربية

حقوق النشر والمصادر

Die Alltagsdroge KoffeinCoffein-Dynamik von Peter BützerPhysiologie von Rosemarie BaumannSchützen Kaffee - Einläufe vor DarmkrebsMelanoidine