سنتناول في هذا المقال بعض النقاط المهمة التي يتوجّب على خريج الاقتصاد الانتباه لها في حال رغبته بإكمال دراسته والبدء بالماستر.

لا تختلف طلبات التقدّم إلى الماستر من حيث المبدأ عما هي عليه في البكالوريوس، حيث إن كل جامعة في ألمانيا تتبع إما طريقة التقديم المباشر أو عن طريق الأوني أسست، حيث تتشابه هذه الخطوة في البكالوريوس والماستر.

لقد تكلمنا في مقالنا السابق عن فروع الاقتصاد المتاحة في ألمانيا والتي تتشابه أيضاً فيما يخصّ برامج الماستر.

يتوجّب كخطوة أولى على الطالب تحديد الاختصاص الذي يرغب بدراسته، والبحث في مواقع البحث المعروفة مثل :
Studienwahl
DAAD

يمكن التحكّم بخيارات البحث من حيث تحديد الاختصاص واللغة والفصل والولاية وغير ذلك.

قد يهمك أيضاً : عدة نصائح لبداية الحياة الجامعية

هناك عدد من الشروط المندرجة تحت قبول الماستر، وقد تختلف هذه الشروط من جامعة إلى أخرى تبعاً لنظام التدريس المتّبع وبرنامج الماستر المرغوب فيه وأهمها :

تشترط أغلب الجامعات في ألمانيا معدل 2.5 أي ما يعادل تقريباً 70% بالنسبة إلى شهادات الجامعات السورية. وبالطبع قد يختلف هذا المعدل من جامعة إلى أخرى، كما توجد أيضاً جامعات لا تشترط أيّ معدل كتلك الجامعات الموجودة في المدن الصغرى التي يكون إقبال الأجانب عليها قليلاً نسبياً، لذا يُنصَح بالبحث والتحرّي جيداً عن الجامعة المناسبة لمعدّل شهادة البكالوريوس، ونذكر هنا بعض الجامعات التي تتغاضى عن هذا الشرط مقارنة بالشروط الأخرى :

تتنوّع برامج ماستر الاقتصاد بالنسبة إلى اللغة بين برامج ألمانية وبرامج إنكليزية وبرامج مدمجة بين اللغتين.

بالنسبة إلى البرامج الألمانية يُشترَط لها الشروط نفسها المطبّقة على أيّ فرع ألمانيّ، شهادة تست داف أو دي اس ها أو غيرها.

أمّا فيما يخص البرامج الإنكليزية فيُشترط لها إما شهادة TOFEL أو IELTS وطبعاً بعلامات معينة.

ترتكز البرامج المدمجة بين اللغتين الألمانية والإنكليزية عادةً على اللغة الألمانية بشكل أكبر، لذا يُشترَط لها مستوى C1 باللغة الألمانية ومستوى B2 باللغة الإنكليزية، لكن قد تختلف هذه المستويات من جامعة إلى أخرى.

جدير بالذكر هنا أنّ عدداً من الجامعات تدرج تحت شهادات اللغة الإنكليزية المعترف عليها شهادة TOEIC ، ويعدّ هذا الامتحان بمثابة تحديد للمستوى وله نوعان، النوع الأول الذي يقتصر على القراءة والسماعي فقط،  والنوع الآخر يتضمن أيضاً الجانب الشفهيّ، لذا ينبغي الانتباه جيداً للنوع المقبول من الجامعة. يتم تقديم هذا الامتحان في المراكز المعتمدة للغة الإنكليزية.

من أحد أهم الشروط في قبولات الماستر تحصيل الطالب على عدد معيّن من Credit points في دراسة البكالوريوس.

فلو افترضنا أنّ الطالب يقوم بالتقّدم إلى ماستر إدارة أعمال اختصاص محاسبة، فيكون من أحد الشروط على سبيل المثال تحصيله عدد معين من Credit points في مادتي المحاسبة والإحصاء وغيرها.

يحصل الطالب على هذه النقاط عادةً في الجامعات الألمانية عندما يقوم باجتياز مواده الجامعية، حيث يتم تحديد نقاط كل مادة جامعية بناءً على عدد الساعات الأسبوعية وأهميّة المادة، لذلك تقوم الجامعة بدراسة شهادة البكالوريوس الخاصة بالمتقدم إلى الماستر للتأكّد من أنه حصّل هذه النقاط أو بمعنى آخر أنه لديه الأساسيات اللازمة لدراسة الاختصاص المرغوب فيه.

تتبع الجامعة في هذا السياق طريقة معيّنة في حساب نقاط المواد الجامعية الخاصّة بالطالب الأجنبي تعتمد على عدد ساعات المادة الأسبوعية، وحيث إن كل جامعة قد تختلف باحتساب معدل الساعات عن الأخرى لا نستطيع في هذا المقال إعطاء معدل ساعات معتمد عليه في جميع الجامعات، لكن في حال تقدّم الطالب إلى اختصاص ماستر شبيه باختصاصه في البكالوريوس فمن المنطقي اجتيازه لهذا الشرط بسهولة.

تشترط كثير من الجامعات الألمانية أن تكون دراسة البكالوريوس متضمنة Bachelorarbeit وهذا الأمر تفتقده شهادات الجامعات السورية في مجال الاقتصاد، لذا يكون من شبه المستحيل تحصيل الطالب قبول ماستر في حال وجود هذا الشرط.

يعدّ هذا الفحص من أحد الشروط المدرجة لماسترات الاقتصاد وأحياناً علوم الاجتماع.

مدة هذا الفحص أربع ساعات ويمكن التقدّم إليه بإحدى اللغتين الألمانية أو الإنكليزية. وتتم فيه اختبار قدرة الطالب على تحليل بعض الأمور وتفسير بعض البيانات الاقتصادية.

وفي حال تجاوز الطالب هذا الفحص يتم احتساب معدله أو ترتيبه الجديد بناء على علامته في فحص القبول ومعدله في البكالوريوس بالتساوي.

لمعلومات أكثر عن هذا الامتحان يرجى زيارة الموقع الرسمي للامتحان

من أحد الأمور التي قد تربك المتقدّم إلى ماستر الاقتصاد هي الاختيار بين Universität أو Hochschule، فإذا كان معدّل الطالب يؤهله للدراسة في أكثر من جامعة أو بمعنى آخر في حال حصوله على أكثر من قبول جامعي من الاثنتين  عليه أن يأخذ بعين الاعتبار أن فرع الاقتصاد ليس من الفروع النظرية التي تسهل دراستها في Universität طبعاً بغض النظر عن الفروق العامة بين الجامعات والهوخ شوله، إلا أنه من الممكن أن تكون دراسة الجامعات التطبيقية أسهل بالنسبة إلى طلاب الاقتصاد، لما تتيحه من مشاريع وحلقات بحث مبنيّة على تواصل مع شركات معينة.

كما تتيح دراسة الجامعات التطبيقية للطالب في كثير من الأحيان العمل مع عدد من الطلاب على مشروع معين من شأنه تحسين لغة الطالب لما يتلقّاه من دعم من باقي طلاب مجموعته.

في حال صعوبة إمكانية تحصيل قبول من جامعة تطبيقية يُنصَح طبعاً بالدراسة في أي جامعة، لأن الهدف الأول والأخير من دراسة الماستر هو تعرّف الطالب على النظام الاقتصاد الألماني ممّا يسهل مستقبلاً فرصة حصوله على عمل أو إكماله الدكتوراه.

و نذكّر أخيراً بأن هذه المعلومات ليست شاملةً لكلّ ما يتعلق ببرامج ماسترات الاقتصاد، وإنما هي أغلب الأمور التي يتم التركيز عليها في الجامعات الألمانية.