الهروب من العمل الجماعي

العمل

وقت القراءة.: 4 دقائق

"العمل الجماعي"، مصطلح أصبح يرافقنا في حياتنا اليومية ويرتبط بها أكثر فأكثر، في المدرسة، العمل، في منازلنا وأحيائنا حتى. قد يكون صدى العمل الجماعي إيجابي في الوهلة الأولى ومرحب به أيضاً، ولكن ماذا عن سلبيات الإكثار منه؟ هل يمكن للعمل الجماعي اللا محدود أن يكون عقبة يجب علينا تخطيها في حياتنا اليومية؟

قد لا يكون العملُ الجماعيّ حلاً مُفضّلاً في كل الأحوال

ُيلاحَظ في أيامنا هذه أنّ الموظفين يعملون على نحوٍ جماعيّ  أكثر من أي وقت مضى، وقد لايكون هذا الأمرُ جيّداً في كل مرّة.

يُقال إن العقلَ البشريّ يعمل مثل القطار، فهو يحتاج إلى مسارٍ معيّنٍ من أجل الوصول إلى السرعة القصوى، لذلك ينبغي عليك إعطاءُ وقتٍ أطولَ من أجل التمارينِ العقلية، وذلك بما لاقلّ عن 90 دقيقة.

ماعليك سوى أن تترك وراء ظهرِك كل ما يشغل بالك، وتخفض صوت الهاتفِ وتفعّل منبه الرسائل الإلكترونية وتحجز لك موعداً. ومن الأفضل أن تكون متأهباً بكل ما لديك من قوةٍ.

كما يُعدّ التركيز على مهمةٍ واحدةٍ أمراً ضرورياً، فدعك من القفز بين الموضوعات ذهاباً وإياباً، واعمل خطوةً خطوة، فعلى سبيل المثال :

قم بالاهتمام من الإثنين إلى الأربعاء بالتخطيط من أجل الميزانية، واجعلْ يومي الخميس والجمعة لوضع استراتيجيات التطوير.

ومن أهم منغّصات التركيز العقليّ في هذه الأيام ما يَعمدُ إليه الإنسانُ من استعمال هاتفه على نحوٍ مبالغٍ فيه، فيجعله وسيلةً للتسلية في ساعاتِ الفراغ، وإضاعةِ الوقت، مما يُفقِد الدماغَ قدرتَه على التّركيز.

هل أتيت توّاً من الاجتماع؟ كم من رسائل البريد الإلكتروني لديك! ما فائدة كل ذلك؟!

إنّ الشعورَ السائدَ في أغلب مكاتب الموظفين أنّه لا فائدة من كل ذلك، فقد رأت دراسةٌ أمريكيةٌ أنّ الموظفَ يقضي 85 % من وقت العمل من أجل الردود على الرسائلِ والهواتف وحضور الاجتماعات. ويرى البروفيسور "روب كروس" من جامعة فيرجينيا أنهّ ينهال على الموظفين أعدادٌ هائلةٌ من الطلبات من قبل زملاءِ العمل بغرض إيجاد وقتِ ومنهجياتِ العمل الذي يقومون به وذلك بعد الانتهاء من وقت العمل الأصلي.

وكذلك عُنِيَ الباحثون الألمان بقضيّة العمل الجماعيّ، حيث وجدوا أنّه من الممكن أن يزداد التفاعلُ بين الموظفين من خلال مساحة تدريجيّة وهذا ما ذهب إليه بروفيسور علم النفس في جامعة مونستر صاحب كشوفاتٍ حديثةٍ في مجال العمل الجماعي "Guido Hertel".

ومن المُلاحَظ في سياق الحديث عن العمل الجماعي أنه إضافةً لما يصل الموظفين من كميات كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني قد يواجهون أيضاً مشكلةَ وسائط التواصل الشخصية والاجتماعية، فقد رأى "Volker Nürnber" من خلال تجربته لدى عمله كمستشار شركة "ميرسير" أنّه من كلّ ثلاثة اجتماعات يتم إلغاء اجتماعٍ واحدٍ دون تأثيرٍ ملحوظٍ وينطبق الأمر كذلك على المكالمات الهاتفية.

و نتيجةً للعمل الجماعي المبالغ فيه لم يعد هناك وقت كافٍ في مكاتب العمل من أجل التفكير بشيء جديّ. إنّ الوحدةَ والهدوءَ ضروريان  في بيئة العمل.

ما الذي يتوجّب على  الشركات عمله في سبيل إعادة العمل الجماعي إلى مستواه الطبيعي؟

يجب على المشرفين خلقُ مساحةٍ كافيةٍ لإعادة العمل الجماعي إلى مستواه الصحي، ويجدر بالموظفين القدرة على رفض المشاريع إن لزم الأمر وخاصة الإناث اللواتي يتوجب عليهن أن يتحلّين بشجاعة كافية لقول "لا".

ومن الأفكار الجديرة بالملاحظة التي تدعو للحدّ من التجاوز في مجال التواصل ما نصحَ به مستشارُ نورنبيرغ الذي دعا إلى إلغاء الرسائل الإلكترونية للجميع، حيث يرى أن من 80% إلى 90% من هذه الرسائل غيرُ هام.

كما يتوجّب على الموظفين من جهةٍ أخرى الاستفسارُ عن الاجتماعات المنتظمة، وتخفيضُ عدد المشاركين في الاجتماعات، وكذلك تحديدُ وقتٍ لتعديل كلّ بند على جدول الأعمال.

ويمكننا القول أن كل ما سبق لا يعدو أن يكون حلولاً بسيطةً أوليّة. وقد يكون الحلّ الأمثلُ إعادةَ النظر عموماً في مسألة العمل الجماعي.

شارك في هذا العمل

آراس الخالدعضو

كتابة وترجمة للغة العربية

مرام البيكعضو

كتابة وترجمة للغة العربية

أبي حديدعضو

تدقيق اللغة العربية

حقوق النشر والمصادر

Der Fluch der Zusammenarbeit