هل تفكّر بعد الماستر بأن تبدأ مشوار البحث العلميّ بالدكتوراه ولا زلت في حيرة من أمرك؟ لنأخذ فكرة عامة عن الدكتوراه والبدايه فيها وماهي المحفّزات والعوامل التي قد تؤدي إلى نجاح أو فشل رحلة الدكتوراه، وكذلك العواقب التي قد تواجهك أثناء رحلة الدكتوراه في السلسلة الأولى من عدة مقالات التي ستشمل معلومات مهمة لكلّ من يريد أن يبدأ مشواره العلمي ورسالة الدكتوراه.

كلّما كان الاهتمام والدوافع الداخلية أكبر وأكثر تركيزاً، كانت فرصة إنهاء الدكتوراه بنجاح أكبر.

حسب الاحصائيات المتوفرة تتراوح مدة الدكتوراه وسطياً بين 3.5 _4.5  سنوات وغالباً ما تستغرق وقتاً أطول في المجالات الهندسية، أما في العلوم الطبيعية فتكون أقصر.  وتبلغ نسبة إنهاء الدكتوراة بنجاح بين 57% إلى 67% وتكون نسبة النجاح الأكبر في مجال العلوم الطبيعية والطب. تعد نسبة النجاح منخفضة بالنظر إلى أنه تُهدَر حوالي ثلاث سنوات من عمر الشخص خلال فترة الدكتوراه، لهذا يجب التخطيط جيداً قبل اتخاذ قرار البدء بها.

 تبلغ رواتب الحاصلين على الدكتوراه حسب دراسة في جامعة كاسل 2015 بعد عام ونصف في المتوسط 40% أكثر من نظرائهم من خريجي نفس التخصّص بدرجة ماستر. يحصل حاملو شهادة الدكتوراه  في فروع الاقتصاد في المتوسط على 4722 يورو بعد عام ونصف من التخرّج. هناك فوارق بسيطة بين مختلف التخصّصات، حيث يكون دخل متخصّصي اللغات والدراسات الثقافية في المتوسط 3841 يورو في مجال الأبحاث الخاصة أو 2559 يورو في الأبحاث الجامعية.

يحصل مهندسو الميكانيك مع درجة الدكتوراه في المتوسط على 5496 يورو في المجال الاقتصادي أو 3791 يورو في المجال العلمي.

يكون دخل حاملي شهادة الدكتوراه في المتوسط بعد سنة ونصف من التخرّج 4357 يورو (بروتو) في حين يبلغ لدى الأكاديميين من حملة الماستر 3144 يورو ولدى حملة البكالوريوس 2632 يورو.

توضح جميع النتائج أن الوضع الوظيفي لدى الحاصلين على شهادة الدكتوراه أفضل من وضع غيرهم. كما يعد عدم إيجاد وظيفة حالة خاصة، وتبقى نسبة حدوثها أقل بالنسبة لمن ليس لديهم درجة دكتوراه.

تلعب عدد من العوامل دوراً إيجابياً أو سلبياً في مسيرة طالب الدكتوراه من أجل إنهاء البحث في الوقت المحدّد ومنها:

يجب التخطيط قبل البدء في الدكتوراه للمستقبل الوظيفي وأين يمكن أن يعمل الشخص خاصة خارج المجال الأكاديمي بالاضافة إلى مصاعب أخرى، مثل:

كذلك يجب الانتباه والتخطيط للحياة الشخصية خلال فترة الدكتوراه، وإن كانت ستؤدي إلى مصاعب مثل عدم وجود تمويل مستقر خلال فترة البحث الطويلة والتأثيرات على الحياة الشخصية (الزوج وتخطيط العائلة)، بالإضافة إلى ضرورة وجود إمكانية التنقّل من أجل المؤتمرات والأبحاث الخارجية.

هناك فرق كبير بين عمل طالب الدكتوراه وأعمال الطلاب الآخرين في الجامعة منها

يعدّالتمويل عاملاً مهماً للبدء في دراسة الدكتوراه. وتتعدّد خيارات التمويل كالعمل في الجامعة، كباحث في القسم والتدريس، أو الحصول على منحة، أو حتى العمل الخاص، ولكل من هذه الخيارات إيجابياته وسلبياته التي سنتحدّث عنها في القسم الثاني من السلسلة.

 تزداد أعداد العاملين في المجال الأكاديمي في الجامعات بشكل كبير. كما تعدّ أعداد طلاب الدكتوراه على نحوٍ خاص في المجال الهندسي كبيرة، فيُلاحظ من الاحصائيات أن حوالي 19% فقط من خريجي الدكتوراه يعملون بعدها في الجامعات في حين 61% يعملون في مجالات حكومية أخرى. والبقية 65% تكون بمجالات علميّة أخرى متنوّعة لهذا يفضّل كما سبق التخطيط جيداً لما بعد الدكتوراه ومعرفة الإمكانية المتاحة بعدها لكل تخصّص.