الدكتورة شذى الخليل

شخصيات ناجحة

وقت القراءة.: 6 دقائق

الدكتورة شذى الخليل، شخصية سورية معروفة من قِبل أغلب الطلاب السوريين المقيمين في ألمانيا أو الساعين للقدوم إلى ألمانيا والدراسة فيها.

وُلدت في حمص عام 1984، وبدأت بدراسة هندسة الالكترونيات والاتصالات في جامعة البعث عام 2002 حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في عام 2008.

لطالما كانت شذى من الأشخاص الفضوليين والمحبين لأصغر التفاصيل المتواجدة في أي قطعة الكترونية، مما جعلها تبتعد عن النمطية السورية في الدراسة والتوجه إلى المجالات العلمية غير المألوفة نوعاً ما.

عندما انتهت شذى من دراسة البكالوريوس في سوريا، بدأت بالتحضير لإجراءات السفر إلى ألمانيا وذلك من خلال مراسلة العديد من الجهات العالمية والألمانية للحصول على منحة دراسية في مجالها.

"حبّي لفريق كرة القدم والصناعة الألمانية كانا من الأسباب الرئيسية التي دفعتني لاختيار ألمانيا كمكان للدراسة"، عقّبت شذى عند سؤالنا لها عن السبب الرئيسي لاختيارها لألمانيا دوناً عن غيرها.

لم تكن البرامج باللغة الانكليزية معروفة في ذلك الوقت، مما أرغم شذى على دراسة المراحل الأولى من اللغة الألمانية في الجامعة، بالإضافة إلى بعض الجلسات الإضافية المنزلية لتطوير لغتها في المراحل الأولى.

بعد ذلك استطاعت شذى أن تبدأ بمراسلة منح منظمة الـ DAAD المعروفة، و اختارت اللغة الانكليزية في المراسلات واختيار البرامج المتاحة بسبب انتشارها الأوسع على الصعيد العلمي والعالمي مستقبلاً حسب تعبيرها.

ومع ذلك ترى شذى بأن اللغة الألمانية ضرورية جداً قبل السفر إلى ألمانيا لتجنب أي سوء فهم من الممكن أن يحصل خلال التواصل ولو بشكل بسيط مع الأفراد، وأوضحت أيضاً أن ميلها إلى تعلم اللغة الالمانية كان بسبب التشوق لمعرفة العالم الألماني ولسهولة التفاعل والاندماج مع المجتمع في ألمانيا.

بدأت شذى بدراسة الماجستير في الفصل الصيفي 2009 في جامعة روستوك Rostock، ولكنها لم تستمر إلا فصلاً واحداً في نفس المدينة، مما دفعها إلى تغيير المدينة في الفصل الشتوي إلى مدينة يينا Jena.

لم يكن التغيير بالصعب لأنها كانت في كلتا الحالتين تابعة لنفس الجهة المانحة من جامعة يينا Jena، إضافة لفضولها وحب المعرفة لديها في عالم الفوتونيكس  Master of Science in Photonics الذي دفعها للتغيير، حيث انتهت منه بشكل كامل عام 2012.

لم تكتفِ شذى بالبكالوريوس والماجستير فحسب، بل كانت طموحاتها أبعد من ذلك بكثير، فقد بدأت بدراسة الدكتوراه فوراً في نفس الجامعة بعد انتهائها من الماجستير مباشرة.

حصلت شذى على عقد عمل بدوام كامل Full Position في نهاية عام 2012 برعاية منظمة DFG لإنهاء أطروحة الدكتوراه في جامعة الميناو TU Ilmenau وتحديداً بقسم Lorentz Force، مما دفعها للانتقال مرة ثانية بسبب الظروف الأفضل نسبياً في جامعة الميناو مقارنة مع جامعة يينا Jena.

انتهت فترة الدكتوراة في نهاية عام 2015، وتضمن ذلك العديد من التجارب العلمية والعملية، أهمها السفر لمدة شهرين إلى الولايات المتحدة الامريكية لإجراء بحث علمي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا Massachusetts Institute of Technology المعروف عالمياً بعمل ثورات علمية ضخمة في العالم، حيث كان البحث متعلقاً بمجال البطارية السائلة والذي يعرف بـ Liquid metal battery، وتحت إشراف الدكتور Donald R.Sadoway الحاصل على جائزة أحد أكثر الشخصيات المئة المؤثرة في العالم لسنة 2014.

تعتبر شذى بأن العلم لاينحصر دوماً ببراءة اختراع أو جوائز نوبل فحسب، وإنما أي علم ولو كان موسعاً بشكل كبير، يبقى بالرغم من ذلك جزءاً لا يتجزأ من بحث علمي أضخم ويساهم بشكل كامل في تطوير وتأسيس مشاريع علمية مستقبلية ممكن أن تُحدث ثورات علمية ضمن مواضيع مختلفة في عالمنا.

ترى شذى نفسها مستقبلاً في مجال الأبحاث والتطوير بالشركات ومستقبلا بإدارة المنتج Product Manager، حيث تعتبر المكان بالنسبة لها غير محدد وغير محصور في ألمانيا فقط.

إلى جانب السيرة الذاتية العلمية لشذى، عرفت أيضاً ب "الأم الحنون" للطلاب السوريين، حيث بدأت بعملها التطوعي عام 2014 من خلال مجموعة خاصة على الفيس بوك، وذلك بإرشاد كافة الطلاب وتقديم المعلومات الكاملة لهم في مجال المنح الدراسية، حيث كانت دوماً تسعى لتقديم النصائح المتعلقة بكتابة رسالة الدافع والسيرة الذاتية للطلاب وغيرها من النصائح التي تهم الطالب عند تقديمه لأي طلب متعلق بمنحة أو قبول جامعي أو ما شابه ذلك.

عندما سألنا شذى عن ردة الفعل من قِبل المجتمع المحيط بها وتأثير تطوعها على صعيدها الشخصي والدراسي، فكان تعقيبها كالتالي :

عانيت في البداية من بعض التشكيك في النوايا بسبب مساهمتي في دعم الطلاب بشكل مجاني وغير مدفوع، ولكن بالرغم من ذلك وعلى الجانب الآخر فقد كان هناك تشجيع ورد فعل إيجابي من قِبل المجتمع الذي يحيط بي، مما دفعني إلى الاستمرار بتقديم المساعدة رغم الضغوط النفسية والجسدية بجانب دراستي.

وعند سؤالنا لشذى عن بعض النصائح للطلاب قالت

  1. علينا أن نعيّ أنَّ الطريق مليء بالمطبات، ولكنه أيضاً معروف بفضل الكثير من المواقع التي تقدم النصائح للطلاب مجاناً مثل موقعكم، وبذلك يسهل على الطالب الوصول إلى مبتغاه.
  2. ألمانيا بلد الأوراق والمنطق، قم بحلّ العقبات واحدة تلو الأخرى بصبر وبعقلانية وستصل في النهاية.

أما بخصوص التقديم على المنح الدراسية سردت لنا النصائح التالية

  1. على الطالب أن يصمَّ أُذنيه عما يقوله الأشخاص السلبيون ممتصيّ الطاقة محاولين بذلك إعادة الطالب إلى الوراء والحدّ من طموحه.
  2. كما أنّ المنح يجب أن تكون في حياة الطالب كخطّة بديلة لأنها ليست مضمونة لكنها ليست مستحيلة أيضاً.
  3. على الطالب أن يقرأ جيداً شروط المنحة والتأكد من تحقيقه لشروطها ثم تجهز الأوراق بأفضل ما بإمكانه للتقديم على المنحة، واستشارة الأصدقاء الموثوقين عن رأيهم برسالة الدافع والسيرة لذاتية وتقبل النصيحة برحابة صدر من ذوي الخبرات.
  4. التقديم على أكثر من منحة وأكثر من برنامج واتّباع أكثر من خطة مستقبلية انتهازاً للوقت.

في يومنا الحالي تعُتبر شذى إحدى الشخصيات التي غيرت مسار العديد من الطلاب على نحو أفضل بسبب نصائحها التحفيزية والإرشادية على صفحتها الشخصية ومجموعتها الخاصة، ممادفعها إلى التفكير بالانتقال إلى موقع الكتروني رسمي بعيداً عن سياسة الفيس بوك التي تُعتبر في أغلب الأحيان غير منظمة وغير عملية عند تداول كمية كبيرة من المعلومات.

نتمنى في نهاية هذا المقال أن تكون الدكتورة شذى نموذجاً إيجابياً مشجعاً كما كانت دائماً للطالب الطموح ....

شارك في هذا العمل

أنس الحكيمعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

سارة شماععضو سابق

تدقيق اللغة العربية