الفترة التجريبية – نصائح وخطوط حمراء

العمل

وقت القراءة.: 5 دقائق

نعرفكم أعزائنا في هذه المقالة على الفترة التجريبية أو بالألمانية Probezeit، لننتقل بعد ذلك لبعض النصائح التي اعتقدنا أنها قد تكون مرافقاً جيداً لكم خلال فترتكم التجريبية في أي عمل جديد ستباشرون به في ألمانيا

ما من شك أن الحصول على فرصة عمل بعقد عمل مفتوح في إحدى الشركات أو المصانع الألمانية هي بمثابة خطوة كبيرة للأمام سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، وعادة ما يكون اليوم الذي يتم توقيع عقد العمل بين صاحب العمل والموظف يوماً مشهوداً وتاريخاً فارقاً في حياة طالب العمل إلا أنه وبرغم توقيع عقد العمل فمن السذاجة الاعتبار أن الطريق قد أصبح ممهداً أمام الموظف لمتابعة مسيرته المهنية بدون عوائق ومطبات ففي كل عقد عمل يوجد فترة تجريبية Probezeit تمتد بحسب الشركات من 3 إلى 6 أشهر يتم خلالها العمل على مستويين واتجاهين مختلفين:

  • لمستوى المهني للموظف : حيث يتم إعطاء الموظف واجبات تتعلق بصميم عمله وسبر قدراته الحالية وتقديم الدعم اللازم له حتى يقوم بهذه الواجبات على أتم وجه. من ناحية أخرى يتم مراقبة مدى التطور المهني للموظف وقدرته مستقبلاً على إيجاد الحلول وتخليق استراتيجية عمل خاصة به منسجمة مع النطاق العام للشركة وسياستها ومجال عملها.
  • المستوى الشخصي للموظف : و فيه يتم دراسة شخصية الموظف وتعامله مع زملاء العمل وأدائه الشخصي.

إن الفترة التجريبية في كل عمل هي الفرصة الحقيقية لكلا الطرفين (الموظف و صاحب العمل) لدراسة بعضهما البعض. الجدير بالذكر أن الكثير من طالبي العمل يفسخون عقد العمل في الفترة التجريبية إذا لم تعجبهم ظروف العمل أو كان العمل مغاير بشكل جذري لما تم الاتفاق عليه أو حتى لبعض الأسباب الشخصية في التعامل ولذلك فمن المهم جداً الأخد بالاعتبار أن الفرصة التجريبية هي فرصة للطرفين وليس فقط لطرف واحد (صاحب العمل) وهذا ما يمنح الموظف الثقة بالنفس والقدرة على العمل في جو مريح. 

من الملاحظات المهمة والتي تتكرر دائماً بصيغة نصائح مهمة وخطوط حمراء  للعاملين في الفترة التجريبية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وهو فسخ العقد من طرف صاحب العمل: 

  • خذ كل المهمات التي توكل إليك بمنتهى الجدية ومهما كانت بالنسبة لك تافهة أو عديمة القيمة فهذا النوع من المهمات يكون عادة كاختبار لمدى جديتك في التعامل مع أي طلب يطلب منك في مجال العمل. لا تقوم بإهمال أية ملاحظة تُعطى لك مهما كانت صغيرة. 
  • الدقة الشديدة في توقيت الحضور للعمل وفي حضور الاجتماعات فالوقت عند الألمان مهم جداً واستهتارك بالوقت يعني عدم تقديرك للشخص الذي يرأسك أو الذي ستجتمع به و تذكر دائماً الجملة التي ذكرت في فيلم "ذهب مع الريح" : "لا تهدروا الوقت .. لأن الحياة مصنوعة منه". في حال كنت ستتأخر عن موعد العمل يُفضل أن تتصل بالشركة وتبلغهم بالظرف الذي منعك من الحضور في الوقت المحدد. 
  • الخلط و الترتيب الخاطئ للأولوليات في العمل مؤشر سلبي جداً على أن الموظف يمكن أن يعرقل العمل في المستقبل فاحرص على ترتيب أولويات العمل والواجبات تماماً كما يذكر لك مديرك. 
  • الحرص على بناء شبكة علاقات جيدة مع زملاء العمل واحترام كافة المعتقدات والاتجاهات الفكرية فأنت موجود في الشركة لهدف العمل وليس لأي هدف آخر لا سياسي ولا ديني ولا اجتماعي وزملاؤك في العمل يعرفون ذلك أيضاً.  
  • عدم التعالي أو إظهار الغرور مهما كانت معارفك وخبراتك وحاول دائماً توصيل معلوماتك وخبراتك بطريقة مهذبة ولكن بدون استعمال أسلوب الانبطاحية في العمل (انسَ أسلوب العمل في الدول العربية). حاول إعطاء صورة خارجية جيدة تعكس ما بداخلك واهتم بكل التفاصيل بدءاً من ملابسك في العمل وانتهاءً بطريقة كلامك مع زملائك في العمل. 
  • الحذر ثم الحذر من إهدار وقت العمل في إنجاز أية أعمال شخصية أو خاصة والأهم عدم استعمال حاسوب العمل لأشياء خاصة.
  • الاهتمام الشديد بأية ملاحظات ولو كانت جانبية فيما يتعلق بطريقة العمل أو أسلوب التعامل وإذا كنت من الأشخاص التي تنسى أو تتناسى الملاحظات فحاول تدوين كل ما يقال لك على دفتر خاص. من المفيد جداً أيضاً في المساء أن تعيد شريط اليوم في ذهنك ولو لمدة عشر دقائق وتحاول اكتشاف فيما إذا كنت ارتكبت خطأ ما. 
  • الغيبة أو النميمة أو نقل الكلام أو التحدث بشكل سيء عن أي شخص في الشركة هو بمثابة خط ما بعد.. بعد .. بعد.. الأحمر.
  • طلب الإجازات في الفترة التجريبية و الإلحاح عليها غير مقبول.
  • حاول دائماً إعطاء رأيك عن تقدمك في العمل وفيما إذا كان العمل الحالي وطريقة العمل تعجبك فهذا شيء مهم لرؤسائك في العمل حتى يطوروا من أنفسهم أيضاً في طريقة التعامل مع الموظفين.

برغم كل هذه التحذيرات والتنبيهات التي تم ذكرها عن الفترة التجريبية  في العمل فليس المطلوب منك أن تعيش بقلق دائم أو أن تعتبر نفسك في حرب للبقاء  وإنما هذه المحاذير أقرب ما تكون إلى قواعد عامة وبروتوكولات يجب عليك التقيد بها حتى تستطيع أن تمزج بين خبراتك العملية من جهة  ومن جهة أخرى أن تشحذ شخصيتك ومهاراتك الخاصة بالشكل الأمثل كي تتناسب مع أجواء العمل في الشركات الألمانية.

شارك في هذا العمل

وسيم بصديق \ صديقة المنظمة

كتابة وترجمة للغة العربية

أبي حديدعضو

تدقيق اللغة العربية