غالبية الأشخاص يحبون التسوق وشراء الأشياء الجديدة ولكن يبقى هناك بعض الأسئلة العالقة، فكيف وأين نجد نفس السلعة المرادة بأقل الأسعار!؟

السوق الشعبي (Flohmarkt) هو عبارة عن سوق مثل الأسواق الاعتيادية، الذي يتم فيه عرض البضائع المستخدمة و الجديدة من قبل أشخاص من العامة لأشخاص من عامة الشعب. ما يميز هذا السوق هو أنك تستطيع أن تجد فيه كل ما يخطر ببالك وبأسعار جيدة جداً وما يجعله مختلفاً عن الأسواق الإعتيادية هو كيفية اكتسابه لاسمه في اللغة الألمانية حيث اطلق عليه هذا الاسم (سوق البراغيث) لسببين :

الأول بسبب تنقل هذا السوق، أي أنه ليس سوق ثابت، حيث يتنقل بين المدن من مدينة لأخرى كالبراغيث فهي تنتقل من مضيف لآخر، أما سبب التسمية الآخر أن رواد هذا السوق قديماً كانو من الطبقة الفقيرة التي لم تستطع أن تستحم كل يوم وكانوا مليئين بالبراغيث ومن هنا أطلق عليه Flohmarkt (سوق البراغيث ).

الأسواق المنظمة تقام غالباً في أماكن أصغر من الأماكن التي تحدث فيها الأسواق التقليدية. عادةً ما يخصص في الأسواق المنظمة مواقف مخصصة للسيارات وممر منظم  يسهل على الزائرين التجول وأحياناً تفرض رسوم دخول على السوق. أما بالنسبة للبائعين فعادةً ما تفرض رسوم لمكان العرض (البسطه أو الكشك) وتختلف الأسعار من مكان لآخر في السوق حسب المدة وحسب مكان الكشك حيث أن الأماكن في بداية السوق هي الأعلى ثمناً.

هناك أيضا الأسواق الخيرية التي يكون ريعها لمنظمات أو مؤسسات خيرية لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان مثلاً أو لمنظمات دينية.

يوجد أيضاً الأسواق التي تكون متعلقة بسلعة واحدة فقط كالكتب أو الموسيقى أو ألعاب الأطفال.

أما بالنسبة للأسواق الشعبية الليلية فهي نسخة جديدة تبدء من العصر حتى الليل وفي الأغلب تقام في أماكن مغلقة، وعادةً ما تفرض رسوم للدخول فيها على الزائرين.

مواعيد وأنواع الأسواق تتواجد في مجلات الأسواق وفي صفحات الأنترنت التابعة للمجلات.

الأسواق الشعبية منتشرة بمختلف أنحاء العالم فمثلاً في بعض الدول العربية يطلق عليه "سوق الجمعة". تتيح الأسواق الشعبية الفرصة للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة امتلاك محل تجاري لعرض البضائع فيه حيث كما سبق وأوضحنا أنه يتوجب على البائعين فقط دفع رسوم للكشك ويمكننا جميعا أن نتخيل مقادر المال الممكن توفيره بالنسبة للباعة. كما تعد أسواق البراغيث وسيلة من الوسائل النادرة حالياً للتعريف بالثقافات والبضائع والسلع القديمة، حيث تتاح لك الفرصة أن تجد بعض قطع الأنتيكه القيمة، الملابس التراثية واسطوانات موسيقة ليس من الممكن أن تجدها في المحلات التجارية في يومنا هذا.   

بجانب المعنى التجاري للسوق فهناك معنى اجتماعي كباقي الأسواق، حيث تجد في كثير من الأحيان محادثات بين المشترين والبائعين أو بين المشترين أنفسهم ونقاشات سياسية وغيرها التي أصبح من النادر جداً سماعها في وقتنا الحالي حيث أصبح المتسوق يكتفي بشراء السلعة المطلوبة من دون فتح نقاش أو إعطاء الفرصة لمعرفة رأي الآخر بخصوص موضوع معين.

في العقد الأخير انتشرت بكثره مواقع الإنترنت التي تتيح الفرصة لشراء السلع المستخدمة والجديدة بسعر أقل نسبياً في بعض الأحيان. صفحات عروض الإنترنت تعتبر مخالفة للأسواق الشعبية، حيث تعتبرُ الذهاب للأسواق الشعبية هو مضيعة للوقت  كالبحث عن إبرة في كومة من القش حيث يذهب المشتري ليبحث عن شيء لا يعرف ما هو أصلاً. أما بالنسبة للشراء من هذه الصفحات فيكون البحث محدد ولا يضيع الكثير من الوقت أثناء البحث عن السلعة.

ظهرت أيضاً مؤخراً ما يسمى ب Free stuff أو Free Your Stuff على الفيسبوك أو كتطبيق على الهاتف.  

جاءت الفكرة من برنامج تلفزيوني Free Stuff حيث كانت تُعرض فيه سلع تتراوح قيمتها بين 20$ و 599$ ثم تعطى إلى الأشخاص الفائزين بمسابقة البرنامج.

أما في وقتنا الحالي حيث يعرض الشخص سلعة أو قطعة يملكها ولم يعد بحاجتها من دون أي مقابل مادي ثم يتواصل معه الأشخاص المهتمين بالعرض حيث يحددون موعد للذهاب لصاحب السلعة وأخذها. كما يمكن أن يكتب الشخص أنه بحاجة لقطعة معينة ثم يتم التواصل معه من قبل الأشخاص الموجودين في المجموعة  إذا كان أحد يملك القطعة المطلوبة ولم يعد يحتاجها.

كما نعلم فإن لكل أمر إيجابيات وسلبيات، أما بالنسبة لموضوعنا الأسواق الشعبية فسلبيتها أنه لا يوجد أي ضمانة على السلع المباعة أي في حال أنك اشتريتها واكتشفت أنها معطوبة أو وجود خلل فيها (خاصة السلع الكهربائية) فلا يحق لك أن تعيدها لأن عملية البيع والشراء لم تكن من محل مرخص رسمياً في البلدية، لهذا ينصح بتوخي الحذر عند الشراء وتجربة السلعة إذا أمكن قبل شرائها.