تعدّ العمارة فرعاً مميزاً فهي تجمع بين العلوم والفن، وهو فرع مرغوب لمن لديه موهبة فنيّة كالرسم أو التصوير أو حتى النحت و في حال كان ذاك الموهوب لا يودّ دراسة فرع فني يكون مجال العمارة مناسباً له.

تعّد الموهبة الفنية والمعرفة المسبقة ليست شرطاً، حيث سيتعلم الشخص خلال دراسته الكثير من الأمور والجوانب الفنية بالإضافة إلى مواد علمية فتكون دراسة العمارة مزيجاً من الاثنين تصقل شخصية الطالب ليصبح معمارياً.

تتميز دراسة العمارة بالمتعة عادةً، لوجود مشاريع عديدة خاصةً مشروع التصميم و مشاريع أخرى قد تكون مشتركة، فيكون التواصل الاجتماعي كبيراً بين الطلاب، لكن لا تخلو هذه الدراسة من المشقة من ناحية النوم القليل بسبب المشاريع وطلبات الدكاترة، هذا إضافة ً إلى كونها دراسة مكلفة نظراً إلى ضرورة شراء الأدوات والمواد لصناعة المجسّمات بالإضافة إلى طباعة المشاريع في السنوات المتقدّمة.

يكون هناك "عادةً" امتحان قبول خاص سواء للبكالوريوس أو الماستر لتحديد إمكانية المتقدم لدراسة العمارة:

يحتاج الدارس للبدء في دراسته أن يثبت أن لديه قدرة على الرسم إلى حدٍ ما، وأن لديه القدرة على فهم وتحليل الفراغ وإمكانية تخيّله، لهذا يوجد امتحان وقد يختلف من جامعة إلى أخرى من أجل تحديد تلك القدرات، وتكون عادة إما في الرسم أو في بناء مجسم معين وقد يتضمّن الامتحان  بعض الأسئلة أو كتابة نص تحليلي و شرح فكرة معينة، لذلك ننصح بالاطلاع على متطلبات الجامعة التي ترغب في التقدّم إليها وقراءة الجزء الخاص بالامتحان، حيث يُكتَب عادةً ماذا يجب أن يحضر الشخص، أو ما يجب تحضيره في البيت قبل الامتحان مثل بناء شكل معين.

دراسة العمارة عادةً ما تكون في ألمانيا ثلاث سنوات ،لكنها في بعض الجامعات، مثل شتوتغارت وميونخ التقنية أربع سنوات، فيوجد في ميونخ سنة دراسية هي فصلان إلزاميان للدراسة في إحدى الجامعات خارج ألمانيا كتبادل طلابيّ.

يتعلّم الطالب في البكالوريوس أساسيات مهمة خاصّة في السنة الأولى إضافةً إلى بعض المواد العلميّة، مثل الرياضيات وفيزياء البناء بالإضافة إلى مواد معماريّة، مثل تاريخ ونظريات العمارة، هذا بالإضافة إلى مشاريع تبدأ صغيرة الحجم ليتقن الشخص الأساسيات و من ثم  تكبر في الفصول المتقدمة.

ويجدر بالذكر أن الطالب يتعلم أيضاً برامج معمارية ليستطيع استخدام الحاسب في مشاريعه.

يختتم الطالب مرحلة البكالوريوس بمشروع تخرج يطبّق فيه ما تعلمه خلال مرحلته الدراسية.

من أجل القبول في برنامج ماستر في العمارة يحتاج الشخص في أغلب الأحيان اجتياز امتحان أيضاً ،ولكنه يختلف عن امتحان البكالوريوس في أنه غالباً ما يكون عبارة عن تقديم Portfolio (ملف أعمال) يبيّن فيه المتقدم أعماله سواء في مرحلة البكالوريوس أو في الحياة العملية بالإضافة إلى خطاب دوافع دراسة الماستر، فهنا ننوّه إلى أن كل جامعة تتطلّب عدد صفحات معين يفضل عدم تجاوزه ،وكذلك في بعض الأحيان يذكر إذا ما كان مطلوباً وجود مشروع التخرج أو فقط المشاريع الأكاديمية، لهذا يجب زيارة صفحات برامج الماستر في كل جامعة وتحضير البورتفوليو بما يناسب. كما يمكن أن تُطلَب مقابلة كمرحلة ثانية بعد البورتفوليو.

لا تتطلب بعض الجامعات امتحان قبول مثل جامعة أخن RWTH Aachen حتى إن القبول مفتوح No NC.

كما أنصح بتحضير المعماري البورتفوليو الخاص فيه بشكل جيد ومرن وذلك بترتيب المشاريع بحيث يستطيع أن يقتطع صفحات معيّنة منه عند التقدّم إلى عدد من الجامعات بما يناسبهم دون أن يحتاج إلى عمل تغييرات كبيرة ويُفضّل تحديثه بشكل دوريّ، لأنه مطلوب عند التقدّم إلى العمل لاحقاً، مما يجعله مفتاحاً  مهماً للتعريف عن شخصيتك وميولك المعماريّة وأسلوبك في التصميم مع إظهار خبراتك ومهاراتك التي تتقنها.

أنصح أيضاً عند التقدّم إلى برامج الماستر معرفة ما هو المجال الذي تريد الاختصاص فيه والموجود في البرنامج عند التقديم عليه ومن ثَمّ تأخذ مشاريعك من البورتفوليو التي كانت في مجاله، لإظهار رغبتك وإمكانياتك فيه وبالتأكيد يجب أن يوافق هذا خطاب دوافع دراستك الماستر التي تتكلم بها عن المجال الذي ترغب فيه وتدعم أقوالك عن شغفك بالاختصاص المعين كمثال.

كما يكون عادةً عدد صفحات البورتفوليو المطلوبة للجامعة حوالي 10-12 صفحة، لذا من المهم اختيار المشاريع الأفضل مع مشروع التخرج وترتيبها بشكل منظم.

من الجيد أيضاً الاطلاع على نماذج لتكوين فكرة عند عمل بورتفوليو مثل من موقع ISSUU.

تختلف في الماستر  المواد حسب البرنامج والاختصاص الذي يريده الطالب، حيث يوجد مواد اختيارية حسب الاهتمام مع مشروع التصميم وقد يكون هناك مسار معين في الاختصاص، مثل وجود استديو بحثي يستمر فصلين أو مواد إلزامية عند اختيار التخصّص، فيفضل مراجعة برامج الماستر في الجامعات والتخطيط مسبقاً قبل البدء في الدراسة، يُضاف إلى ذلك تدريب إلزامي في مكتب معماري تتراوح مدته من شهرين إلى ستة أشهر ويكون في البكالوريوس أو الماستر حسب كل جامعة. وتكون مدة الماستر في العادة سنتين تختتم بمشروع تخرج.

تعمل معظم برامج البكالوريوس والماستر باللغة الألمانية وتحتاج شهادة لغة مثل أغلب الاختصاصات الأخرى، لكن قد يوجد بعض برامج الماستر باللغة الإنكليزية التي تكون عادةً اختصاصية ولها رسوم معينة، مثل:

مثل بقية الاختصاصات تعدّ الجامعة التطبيقية أقرب إلى الواقع العمليّ من الجامعة العامة التي ربما يكون أحد مشاريعها خاصة في الماستر تخيلي ومستقبلي بشكل يصعب تنفيذه وبناؤه حالياً، لكن يفتح مجال الإبداع أكثر من العمارة التقليدية التي يُعمَل بها عادة في أغلب المكاتب الألمانية الصغيرة إلى المتوسطة.

ويلاحظ أن برامج الماستر في الجامعات التطبيقية تكون M.A. Master of Art في حين تكون في الجامعات M.Sc. Master of Science

كما توجد برامج دراسة العمارة في جامعات الفنون، حيث يتم التركيز في تلك الجامعات على الجانب الفني أكثر من العلمي فيها، مثل:

بالطبع لا يوجد ما يمنع الطالب بعد دراسة البكالوريوس في جامعة تطبيقية أو حتى فنية من عمل ماستر في جامعة عامة أو تقنية عندما يريد أو العكس، في النهاية يعتمد القبول على نماذج الأعمال ورسالة الدافع بشكل كبير.

للأسف تعدّ في ألمانيا العمارة عملاً ذا مردود بسيط إلى عادي مقارنةً مع باقي الهندسات مثل الميكانيك، وذلك لقلة البناء بشكل عام في ألمانيا، لكن في الآونة الأخيرة يلاحظ ازدياد ونشاط أكثر في حركة البناء.

وتوجد كذلك مكاتب عالمية وكبيرة في ألمانيا، لكن المنافسة كبيرة للدخول في مجالهم، لذا يكون الحرص الأكبر على صقل الموهبة وكسب الخبرات للإبداع وإثبات النفس بين كبرى المكاتب والشركات.