العمل كمساعد علمي في الجامعة

الدراسة

وقت القراءة.: 11 دقائق

عندما ينظر الطالب بتمعّن حوله في الجامعة، يرى أن كثيراً من الطلاب يتواجدون خارج نطاق دوامهم الجامعي في معاهد الجامعة وكليّاتها ومختبراتها يساعدون في البحوث العلميَّة، أو في تصحيح الامتحانات أو يشاركون في عمليَّة التدريس من خلال التمارين التي يديرها طلاب. لكن كيف؟ ولماذا؟

إنّهم يقومون بذلك لأن هذا هو جزء من وظيفتهم كمساعد علمي في الجامعة. لكن ما هي مهام ومسؤوليات المساعد العلمي؟ كيف يعود ذلك بالنفع على الطالب؟ كيف يمكنني أن أعمل كمساعد في الجامعة؟ كل ما يتعلّق بهذا الموضوع ستتعرف عليه في مقالتنا هذه.

ما معنى Hiwi ؟

المصطلح Hiwi يستخدم بشكل عام كاختصار لكلمة „Hilfswissenschaftler“ أي مساعد علمي وينطوي تحته ثلاث فئات من الأعمال الطلابيَّة التي توصف جميعها كمرادف لكلمة Hiwi:

  • studentische Hilfskraft
  •  wissenschaftliche Hilfskraft
  •  studentische Beschäftigung

الطالب المساعد „studentische Hilfskraft“ هو بشكل عام المساعد العلمي الذي لا يملك أي شهادة جامعيَّة. بينما العالم المساعد „wissenschaftliche Hilfskraft“ هو المساعد العلمي الذي يمتلك على الأقل مؤهلاً جامعياً واحداً. في حين أن وظائف كل منهما قد تكون متشابهة، إلّا أن المساعد العلمي الحاصل على مؤهل جامعي يتقاضى عادةً راتباً أعلى بقليل من المساعد الطلابي الذي لا يملك أي شهادات جامعيَّة.

أما العمل طلابي „studentische Beschäftigung“فهو وصف يطلق على الطالب الذي يعمل في الجامعة بالمهام التي لا تتعلّق بالبحث العلمي كالمهام التنظيميَّة أو المكتبات أو التقنيَّة.

إن كنت تودّ أن تعمل في الجامعة كـ Hiwi فعليك التفكير إن كنت مهتماً بجمع الخبرات بالبحث العلمي والعمل في مجال الأبحاث العلميَّة أم إن كنت مهتماً بشكل أكبر بالجانب المادي فقط وتريد العمل في الجامعة كعمل طلابي.

إطار المهام كـ Hiwi

يلعب المساعدون العلميّون في الجامعة دوراً هاماً جداً في سير العمليَّة التعليميَّة والبحثيَّة في الجامعات، حيث إن نطاق مهامهم واسع ومسؤولياتهم متنوعة جداً.

المساعد العلمي يمكن أن يكون على سبيل المثال مشرفاً على ندوات „Tutorium“ يشرح فيها للطلاب كيف يتم حل المسائل، أو يمكن ان يقوم بتصحيح الامتحانات، أو تصحيح الأبحاث العلميَّة لغويّاً و تدقيقها قبل نشرها، أو قد يشارك في الأعمال المكتبيَّة التقليديَّة كنسخ المستندات و تنظيمها، أو تحديث الصفحة الإلكترونيَّة للمعهد الجامعي، أو المساهمة بالأبحاث العلميَّة و غيرها من المهام.

أغلب المهام التي يؤديها المساعد العلمي مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتخصّص الذي يدرسه خاصةً إذا كانت مهمته هي المساعدة في الأبحاث العلميَّة، حيث لايرى المساعد العلمي في هذه الحالة كيف أن العلم النظري يُطبّق في الواقع فحسب، بل إنّما يُمهِّد لنفسه سلوك طريق البحث العلمي ويوسع من مجال معرفته في الميدان الذي يعمل فيه.

العائد المادي ومدة العقد وعدد ساعات العمل كـ Hiwi

يختلف الراتب كمساعد علمي من ولاية إلى أخرى ومن جامعة إلى أخرى، فلا يوجد نظام دفع موحّد. إلّا أن الاختلاف ليس شاسعاً. بالإضافة إلى ذلك يرتبط الراتب بالمؤهلات الأكاديميَّة التي يملكها الطالب.

على سبيل المثال يتقاضى المساعد العلمي في جامعة هانوفر الذي لا يملك شهادات أكاديميَّة عادةً 9،93€ للساعة. بينما يتقاضى الحاصل على شهادة البكالوريوس عادةً 11،55€ للساعة. أما الحاصل على ماستر أو دبلوم فيتقاضى بشكل عام 15،68€ للساعة.

أما بالنسبة للعقد فهو بشكل عام عقد محدّد لفترات غير طويلة (يتراوح بين الشهرين والستة شهور وفي بعض الحالات يصل لمدة سنة) وبعدد ساعات يصل كحد أقصى إلى 20 ساعة أسبوعياً. إنَّ حقيقة كون عقد العمل محدداً  لفترة غير طويلة يشكل أمراً سلبياً بالنسبة للطالب الذي يعتمد بشكل كامل على العمل للعيش. فإنه كذلك لا يعلم بشكل قاطع إن كان سيحصل على عمل بعد انتهاء العقد أم لا.

عادةً ما يتم الإعلان عن عدد ساعات العمل ومدة العقد في الإعلان الوظيفي أو يتم الاتفاق عليهم عند المقابلة.

تجربة كاتب المقال

حصلت على عقد عمل لمدة شهرين كمدرّس „Tutor“ لتمارين يتم عرضها بشكل خاص للطلاب الأجانب. كانت وظيفتي التخطيط لهذه التمارين ثم القيام بإعطائها للطلاب. بعد انتهاء عقد العمل الخاص بي كنت قد تعرّفت على بعض العاملين في الجامعة في مجال الإرشاد الطلابي الذين سألتهم إن كنت أستطيع العمل معهم لاحقاً؛ وهكذا حصلت عن طريقهم على موعد للمقابلة للعمل كمرشد طلابي. بعدها بادرت بنفسي بالتقدم للعمل كمدرّس „Tutor“ للتمارين التي تُعطى للطلبة الألمان لنفس المادة و حصلت الآن على هذه الوظيفة مستفيداً من خبرتي السابقة في التدريس. إلّا أن العقد كان محدداً أيضاً لفترة 5 شهور.

سلبيات وإيجابيات العمل كـ Hiwi

الإيجابيات

  1. إنشاء علاقات تواصل مع العاملين في الجامعة والأساتذة الجامعيين الأمر الذي يعود بالنفع على الطالب لاحقاً خلال مسيرته الدراسيَّة.
  2. أخذ انطباع عن طبيعة البحث العلمي وجمع الخبرات العمليَّة من خلال المشاركة الفعّالة في الأبحاث وتطبيق المعلومات النظريَّة عملياًّ على أرض الواقع.
  3. الكثير من المعاهد تعفي طلابها من العمل أثناء فترة الامتحانات وتبدي تفهّماً أكبر عندما يكون الطالب مشغولاً بشكل كبير بدراسته الجامعيَّة.
  4. كون مكان العمل في الجامعة فإن الطريق إلى مكان العمل عادة ما يكون قصيراً، فيمكن القيام بالأعمال المطلوبة حتى في الساعات المتاحة بين المحاضرات.
  5. عملك كمساعد علميّ في الجامعة يدلّ على انخراطك الكامل في مجال دراستك واستعدادك للقيام بأكثر مما تطلبه الجامعة منك، فتبيان عملك كمساعد علمي في سيرتك الذاتيَّة يمكن أن يكون سبب دعوتك لمقابلة العمل مستقبلاً بعد التخرج دون غيرك.

السلبيات

  • عادةً ما يكون العمل كمساعد علمي مرتبطاً ببعض ساعات العمل الإضافيَّة التي تكون أيضاً غير مدفوعة. إلا أنّه يجب التمييز بين ساعات العمل الإضافيَّة الناتجة عن الكثير من العمل المطلوب خلال مدة قصيرة وساعات العمل الإضافيَّة التي يقوم بها الطلاب طوعاً. بشكل عام تعزز ساعات العمل الإضافيَّة عند المساعدين العلميين وخاصة في مجالات البحوث حبّ الطلاب للعمل الذي يقومون به، لأنّهم يجمعون خلال هذا العمل الكثير من الخبرات لأنفسهم.
  • سوء التخطيط، كما ذكرنا سابقاً فإن عقد العمل كمساعد علمي عادةً ما يكون محدّداً لبضعة أشهر و في أحسن الأحوال لمدة سنة، مما قد يُسبب مشكلة للطلاب الذين يعتمدون في دخلهم على هذا العمل. فهم لا يعرفون إن كان عقد عملهم سيتم تمديده أم لا.

العثور على العمل و التقديم

في بعض الحالات الاستثنائيَّة يمكن أن تلفت نظر الأستاذ الجامعي خلال المحاضرات بسبب مشاركتك الفعّالة فيها أو أدائك المتميز في الامتحان. عندها يمكن أن يعرض عليك الأستاذ الوظيفة كمساعد علمي. إلا أنّه من الأفضل بذل الجهد في سبيل العثور على العمل وعدم الانتظار.

لكن أين وكيف يمكنني البدء بالبحث؟

يمكن البدء بالبحث على لوحة المعلومات „schwarzes Brett“ الخاصة بالمعاهد العلميَّة أو الكليات، و من ثم في المواقع الإلكترونيَّة للمعاهد. يوجد في كثير من الأحيان إعلانات عن الوظائف المتاحة التي يمكن شغلها من قبل الطلاب.

ينصح -قبل تكبُّد عناء إنشاء ملفات التقديم وكتابة رسالة دوافع وإرسالها- الاتصال بالشخص المسؤول عن الوظيفة وإبداء الاهتمام بالوظيفة ثمَّ السؤال إن كان المنصب ما يزال شاغراً؛ لأن الكثير من الإعلانات لا تُزال فوراً بعد شَغل مكان العمل.

تُبيَّن شروط التقديم وإطار المهام وعدد ساعات العمل ومدة العقد غالباً في الإعلان نفسه، أو يمكن سؤال المسؤول عنها.

تجربة من كاتب المقال

 قمت بسؤال السكرتيرة المسؤولة عن أحد المعاهد إن كانوا بحاجة إلى مساعدين علميين بعد أن عدت بالفشل من تقدمي سابقاً إلى وظيفة في نفس المعهد. فكان الردّ بأن أرسل لها مستنداتي وهي ستقوم بتحويلها إلى لأشخاص القائمين على الأبحاث في المعهد، وإن كان أحدهم بحاجة لمساعد علمي فسيتواصل معي. بالفعل قام أحد المهندسين لاحقاً بالتواصل معي وحصلت على مقابلة للعمل معه.

التقدُّم إلى العمل كمساعد علمي

عند التقدّم ينصح بكتابة رسالة دوافع قصيرة يُوضَّح فيها بدايةً كيف انتبهت لوجود الشاغر، ومن ثمَّ تُبدي الرغبة للعمل به. في حال تمَّ التواصل بشكل شخصي مع المعهد أو الشخص المسؤول فينصح بذكر هذا التواصل أيضاً في بداية الرسالة. بعد ذلك يتم التعريف عن النفس بشكل مقتضب جداً بذكر التخصص والفصل الدراسي الحالي. أما المعلومات الأخرى كالاسم وغيره يمكن أن تُعرَف من خلال السيرة الذاتيَّة ولا داع لذكرها في الرسالة لعدم أهميتها المباشرة وللحفاظ على الرسالة قصيرة. بعد ذلك توضح الدافع الذي يجعلك متحمّساً للعمل عندهم والمؤهّلات التي تملكها التي تجعلك مناسباً لشغل المنصب. في هذا الصدد يُنصح بالبدء بذِكر النقاط ذات الأهميَّة الأعلى و التأثير الأكبر. من الممكن أيضاً ذكر أسماء المواد الدراسيَّة التي أنهيتها والمتعلقة بشكل مباشر بالوظيفة بالإضافة لأسماء الأساتذة الجامعيين الذين قاموا بإعطائها.

من المهم أن يُدرك المُتَقدم للعمل كمساعد علمي أنّه لا يجب أن يكون كاملاً 100٪  ويمكن أن يذكر نقطة الضعف أو قلّة الخبرة في مجال معيّن في الرسالة مع التأكيد على الجاهزيَّة لتعلم الجديد.

يُنصَح بمحاولة جعل رسالة الدوافع موجزة قدر الإمكان وفي نفس الوقت فرديَّة؛ بحيث تكون خاصة بك تحديداً و بالوظيفة المراد التقديم لها والابتعاد نهائياً عن النسخ و اللصق. كما يُنصح بإرفاق السيرة الذاتيَّة وكشف العلامات و الشهادات الأكاديميَّة إن وجدت مع الرسالة.

بدأت مؤخراً بالدراسة في مرحلة البكالوريوس ولا أملك أي شهادات أكاديميَّة. هل لدي فرصة للحصول على عمل كمساعد علمي؟

يمكن القول إن الفرص قد تكون أضعف في الفصول الدراسية الأولى في مرحلة البكالوريوس وتزيد ابتداءً من الفصل الدراسي الرابع أو أكثر.

هذا لا يعني أن فرصك معدومة. حصلت على أول عمل لي في الجامعة كمدرّس عندما كنت في الفصل الدراسي الثالث في مرحلة البكالوريوس وإحدى صديقاتي حصلت على عمل كمساعدة في الأبحاث خلال الفصل الدراسي الثاني بفضل أدائها المتميز. رغم ذلك يمكننا القول إن فرصك في الفصول الدراسيَّة المتقدمّة تكون أقوى.

أن تعمل كمساعد علمي أمر مجدٍ

من يريد أن يعمل كمساعد علمي يمكنه أن يكون واثقاً أنّه يخطي خطوةً واسعةً نحو الأمام سواء بالنسبة لدراسته الجامعيَّة أم لمسيرته المهنيَّة المستقبليَّة. أثناء عملك في الجامعة ستكتسب العديد من الخبرات العلميَّة والعمليَّة من خلال الربط بين العلم النظري والعملي، ثم ستطوّر علاقاتك الاجتماعيَّة وتوسّع دائرة معارفك. عَدَا عن أنّك ستجني بعض النقود التي ستساعدك لتمويل دراستك.

شارك في هذا العمل

وليد الحاج خضرعضو سابق

كتابة وترجمة للغة العربية

مرام البيكعضو

تدقيق اللغة العربية

محمد صوافطهعضو

تدقيق اللغة الألمانية \ الإنجليزية

حقوق النشر والمصادر

academics.deunicum.deuniturm.de